اختطاف جماعي جديد في نيجيريا يظهر هشاشة النظام الأمني، رغم تصريحات الرئيس بولا تينوبو عن إنقاذ المخطوفين، في ظل موجة متصاعدة من العنف المسلح وفشل الدولة في حماية مواطنيها.
شهدت نيجيريا، يوم الأحد، موجة من القلق والغضب بعد إعلان الرئيس بولا تينوبو عن إنقاذ 38 مصلّياً اختطفوا الأسبوع الماضي خلال هجوم مسلح على كنيسة في مدينة إيروكو بولاية كوارا، والذي أسفر عن مقتل شخصين، فيما يطرح التساؤل الكبير حول قدرة الدولة على حماية أبسط حقوق مواطنيها.
وبينما يروج الرئيس لإنقاذ المخطوفين عبر منشوره على “X”، تكشف اللقطات المصورة للهجوم عن فوضى وإرهاب بلا رادع، حيث يظهر مسلح يطارد المصلين ويستولي على ممتلكاتهم، فيما تهرب الأطفال من الرعب داخل الكنيسة. هذه المشاهد تضع الأجهزة الأمنية أمام علامات استفهام كبيرة حول جاهزيتها للتعامل مع الجرائم المسلحة.
وفي ظل هذه الأحداث، لم يقدم تينوبو أي تفاصيل حول الجهات المسؤولة عن الهجوم أو طبيعة عملية الإنقاذ، ما يزيد من الغموض ويثير الشكوك حول فعالية السلطات. وتزامن ذلك مع إعلان إنقاذ 51 من الطلاب المفقودين في مدرسة كاثوليكية بولاية نيجر، بعد هروب 50 آخرين من أكثر من 300 طفل تم اختطافهم، في مؤشر واضح على عدم قدرة الدولة على منع هذه الجرائم المتكررة.
وقد ألغى الرئيس تينوبو جميع مشاركاته الدولية في الأيام الأخيرة، وسط موجة هجمات عنيفة، فيما لم تتخذ الدولة خطوات ملموسة للردع أو لحماية المواطنين من هذه العصابات المسلحة. ويأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الدولية حول الوضع الأمني، حيث هدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باتخاذ إجراءات عسكرية لمواجهة ما وصفه بـ”اضطهاد المسيحيين” في نيجيريا.
في النهاية، تؤكد هذه الحوادث على هشاشة الأمن في نيجيريا، وفشل الدولة في توفير الحماية الأساسية لمواطنيها، ما يضع السؤال الأكبر: هل تصريحات المسؤولين مجرد شعارات، أم أن البلاد تواجه أزمة أمنية حقيقية تتطلب إجراءات عاجلة وحاسمة؟










