أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” اليوم الثلاثاء بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما في ذلك الشاباك ووحدات الاستخبارات العسكرية، تعتبر تدخل إيران في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة شبه مؤكد، مشيرة إلى أن طهران تخطط لاستغلال التوترات الداخلية الناتجة عن الحرب في غزة، الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والانقسامات حول الإصلاح القضائي، لتعكير الاستقرار السياسي.
وقالت الصحيفة إن إيران تدير شبكة واسعة من الحسابات الوهمية (bots) على منصات مثل إكس (تويتر سابقًا)، فيسبوك، وتلغرام، بهدف نشر معلومات مضللة، تضخيم الانقسامات بين الناخبين اليهود والعرب، وتعزيز الشائعات حول فساد الحكومة أو فشل الأجهزة الأمنية.
وحسب التقرير، تتوقع إسرائيل أن يتبع التدخل الإيراني ثلاث مراحل رئيسية:
قبل الانتخابات: تعطيل الإجماع الداخلي عبر حملات إعلامية تستهدف السياسيين مثل يائير لابيد أو بنيامين نتنياهو، بما في ذلك فيديوهات مزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
يوم التصويت: التشويش عبر أخبار زائفة عن “تسريبات نتائج” أو هجمات إلكترونية على مراكز الاقتراع، إضافة إلى هجمات DDoS على مواقع الحكومة.
بعد الانتخابات: التشكيك في شرعية النتائج عبر حملات تتهم بـ”التزوير”، مشابهة لتدخلات 2020 في الولايات المتحدة، بهدف إثارة احتجاجات وتقويض الثقة في المؤسسات.
وأشار التقرير إلى أن طهران تعتمد على خبرة مكتسبة من تدخلات سابقة في انتخابات الولايات المتحدة عام 2020، وأدوات ذكاء اصطناعي مثل Grok-like generators لإنشاء حسابات تبدو أصلية مع تفاعلات مزيفة. وتشرف وحدات خاصة داخل الحرس الثوري الإيراني، مثل قوات القدس الإلكترونية، على هذه العمليات، وقد بدأت الاستعدادات منذ أكتوبر 2025.
ويأتي هذا التحذير في سياق تصعيد إيراني–إسرائيلي متواصل منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، شملت هجمات إيرانية مباشرة على إسرائيل في 2024 ورد إسرائيل بضربات على منشآت إيرانية في يونيو 2025.
وتعتبر الانتخابات الإسرائيلية المقبلة حاسمة لنتنياهو، الذي يواجه انخفاض شعبية بسبب الحرب في غزة وفشل محاولات إعادة الرهائن، فيما ترى إيران فرصة لإضعاف “العدو الصهيوني” باستخدام خبرتها في الحرب الهجينة عبر الإنترنت، كما فعلت في تدخلاتها السابقة في بريطانيا وفرنسا.
الآثار المحتملة للتدخل الإيراني
أمنية وسياسية: قد يؤدي التدخل إلى تأجيل الانتخابات أو أزمة دستورية، ما قد يعزز التيارات اليمينية المتطرفة، بينما قد ترد إسرائيل بعمليات قرصنة أو عقوبات إضافية.
رقمية: زيادة الرقابة على منصات التواصل، مع تعاون مع شركات مثل ميتا وإكس لإغلاق الحسابات المشبوهة، لكن ذلك قد يثير جدلًا حول حرية التعبير.
إقليمية: يعزز التوتر مع إيران، خاصة بعد اتفاق ترامب–نتنياهو في أكتوبر 2025 بشأن ضربات مشتركة، وقد يشجع حلفاء إيران مثل حزب الله والحوثيين على تصعيد إضافي.










