أنهى المؤشر العام للسوق المالية السعودية «تاسي» جلسة اليوم متراجعًا بنحو 1.5% ليغلق قرب مستوى 10,687 نقطة، مسجلًا أدنى إغلاق له منذ أكثر من شهرين بعد فقدان واضح لحاجز 11 ألف نقطة النفسي خلال الأيام الماضية.
وجاء التراجع بعد خسارة المؤشر حوالي 165 نقطة في جلسة واحدة، ليتسع بذلك نطاق الخسائر المتراكمة منذ بداية الشهر إلى نحو ألف نقطة تقريبًا، في امتداد لمسار هابط يطغى على حركة السوق في الفترة الأخيرة.
قيم التداول وحركة السيولةبلغت قيمة التداولات في جلسة اليوم قرابة 4 مليارات ريال، في مستويات توصف بأنها متوسطة إلى ضعيفة قياسًا بفترات الزخم السابقة، ما يعكس حالة حذر واضحة لدى المتعاملين في ظل تذبذب المعنويات وغياب محفزات قوية جديدة.
وتشير البيانات إلى أن جزءًا كبيرًا من السيولة اتجه نحو أسهم محددة شهدت ضغوط بيع مكثفة، فى حين ظلت شريحة أخرى من الأسهم تتحرك داخل نطاقات ضيقة، في صورة تعكس ميل السوق لحالة عرضية تميل للهبوط.
تراجع قياديات يضغط على المؤشرتعرضت عدة أسهم قيادية في قطاعات البنوك والبتروكيماويات والطاقة لضغوط بيعية ملحوظة، حيث سجل سهم أرامكو السعودية تراجعًا في جلسة اليوم، إلى جانب هبوط أسهم شركات بارزة مثل أكوا باور والأهلي السعودي وسليمان الحبيب وكابلات الرياض.
هذا التراجع المتزامن في شريحة الأسهم ذات الوزن النسبي المرتفع على المؤشر العام ساهم في تكثيف حدة الهبوط، وجعل أية محاولات للتماسك أو الارتداد محدودة الأثر خلال التعاملات.
أسهم الأكثر هبوطًا وجنى أرباح حادسجلت بعض الأسهم تراجعات حادة فاقت 5% في الجلسة، من بينها تكافل الراجحي، وعلم، والدوائية، وطيران ناس، ومجموعة تداول، ومرافق، ولومي، في موجة وصفها متابعون بأنها مزيج بين جني أرباح قوي وضغوط نفسية على المتعاملين.
في المقابل، ظهرت تحركات إيجابية محدودة في أسهم أخرى استفادت من عمليات انتقائية من قبل مستثمرين يرون في المستويات الحالية فرص دخول تدريجية على المدى المتوسط، رغم الصورة العامة السلبية للمؤشر.
خسائر نوفمبر وصورة العاممع إغلاق اليوم، يك تاسي قد خسر قرابة ألف نقطة منذ بداية نوفمبر، فى تراجع يقارب 8.3% مقارنة بمستوى إغلاق الشهر الماضي، ما يعيد المؤشر إلى مستويات أقل بكثير من قمته المسجلة في فترات سابقة من العام.
كما تشير بيانات أخرى إلى أن المؤشر فقد نسبة ملحوظة من قيمته مقارنة ببدايات 2025، في استمرار لمسار تذبذب واسع تأثر بتغيرات أسعار النفط، وحركة الأسواق العالمية، وعوامل داخلية تتعلق بنتائج الشركات وتوزيعاتها المتوقعة.
رؤية المحللين وحركة المستثمرينيرى محللون أن السوق السعودية دخلت في نطاق عرضي يميل للهبوط بعد كسر مستوى 11 ألف نقطة، مع غياب محفزات جديدة قوية قادرة على تغيير الاتجاه في المدى القصير، ما يدفع بعض المحافظ إلى إعادة هيكلة مراكزها.
في الوقت نفسه، يفضل جزء من المستثمرين الأفراد البقاء على الهامش أو تقليص الانكشاف انتظارًا لوضوح الرؤية بشأن مسار أسعار الفائدة العالمية وتحركات أسعار النفط، بينما يتحرك مستثمرون مؤسسيون بانتقائية أكبر في قطاعات دفاعية.
آفاق المرحلة المقبلةالتوقعات القصيرة الأجل تشير إلى استمرار حالة الحذر في «تاسي» مع احتمالات بقاء المؤشر ضمن نطاق متذبذب حول مستوياته الحالية ما لم تظهر أخبار جوهرية على صعيد النتائج أو التوزيعات أو أسعار الطاقة.
ويرجح مراقبون أن يعود الزخم تدريجيًا حال استقرار العوامل الخارجية وظهور محفزات محلية، مع بقاء مستويات ما دون 11 ألف نقطة منطقة جذب محتملة للمستثمرين الباحثين عن فرص طويلة الأجل في السوق السعودية.










