شهدت الساعات الأخيرة من يوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025 تصاعدا ملحوظا في التقارير الإعلامية حول تقديم الفريق حسن داوود كبرون استقالته من منصب وزير الدفاع في حكومة بورتسودان، في ظل غياب لافت وغير مبرر عن اجتماع مجلس الأمن والدفاع السوداني الذي عقد الثلاثاء الماضي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
غياب كبرون عن الاجتماع أثار حالة واسعة من التساؤلات، لا سيما أنه يشغل منصب مقرر مجلس الأمن والدفاع السوداني، ما جعل الأنباء المتواترة عن استقالته أقرب إلى التأكيد رغم غياب الإعلان الرسمي حتى الآن.
غياب غير مسبوق… وتأكيدات من مصادر متعددة
غياب يلفت الأنظار
خلال الاجتماع الأخير، كلف وزير الخارجية محيي الدين سالم بقراءة البيان الختامي نيابة عن وزير الدفاع السوداني، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على حالة ارتباك داخل المنظومة العسكرية والسياسية في بورتسودان.
استقالة قدمت قبل أسبوعين؟
وسائل إعلام سودانية ودولية، نقلت عن مصادر مطلعة أن كبرون قدم استقالته منذ أكثر من أسبوعين، وأن غيابه الأخير يعزز فرضية مغادرته الفعلية لمنصبه.
حتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من كبرون أو من مكتب مجلس السيادة الانتقالي.
سياق سياسي وعسكري مضطرب
تأتي هذه التطورات في ظل توتر داخلي متصاعد داخل مجلس الأمن والدفاع، حيث تشير تقارير إلى تعاظم نفوذ قيادات الحركة الإسلامية داخل المجلس، يقابله تراجع دور بعض الشخصيات العسكرية المحايدة نسبيا، ومن بينها كبرون.
تقارير أخرى، ذكرت أن كبرون حاول تقديم استقالة سابقة في نوفمبر بسبب خلافات مالية تتعلق بأموال دمج قوات الدعم السريع بالجيش، لكنها سحبت بعد وساطات داخلية.
كما تحدثت حسابات مؤثرة على منصة X عن أن الاستقالة قد تكون مرتبطة بـ ضغوط خارجية تمارسها دول، من بينها الإمارات، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار.
من هو الفريق حسن داوود كبرون؟
من مواليد 1962 بولاية جنوب كردفان (مدينة الدلنج).
خريج الكلية الحربية – الدفعة 35، تخصص محاسبة عسكرية.
شغل مناصب عدة، أبرزها مدير الإدارة المالية للقوات المسلحة.
رقي إلى رتبة فريق في مايو 2022.
عين وزيرا للدفاع في 24 يونيو 2025 ضمن حكومة رئيس الوزراء كامل إدريس.
دوره في الحرب الحالية
برزت شهرة كبرون خلال حصار القيادة العامة في أبريل 2023، حيث لعب دورا محوريا في قيادة الدفاع عن مقر القيادة لمدة عامين.
وهو والد الملازم أول عماد حسن، أحد المشاركين البارزين في “معركة الكرامة”.
رغم ذلك، أثيرت حوله تساؤلات سياسية بعد تداول فيديوهات قديمة يظهر فيها وهو يتغنى بأناشيد ذات طابع سياسي-إسلامي، وهو ما استغله بعض خصومه لإلقاء الظلال حول انتمائه للحركة الإسلامية.
الآثار المحتملة للاستقالة
استقالة وزير الدفاع — إن تأكدت — قد تمثل تحولا كبيرا داخل النظام العسكري في بورتسودان، خاصة أنها تأتي في وقت يشهد صراعا عسكريا مفتوحا مع قوات الدعم السريع، وفي ظل انقسامات داخل هرم القيادة العسكرية.
ومع تزايد الضغوط الدولية باتجاه فرض هدنة إنسانية، ويرى محللون أن مغادرة شخصية بحجم كبرون قد تؤدي إلى إعادة تشكيل مجلس الأمن والدفاع، وتعمق الانقسامات داخل الجيش.
كما تضعف “جبهة بورتسودان” سياسيا أمام أي مفاوضات مرتقبة مع الدعم السريع.
يبقى الغموض هو العنوان الأبرز لهذه التطورات، مع غياب إعلان رسمي من الحكومة أو من الفريق كبرون نفسه. ومع اشتداد المعارك وتزايد الضغوط الدولية، تبدو الساحة السودانية على أعتاب تحولات كبيرة قد تعيد رسم موازين القوى داخل الدولة.










