إفريقيا تخفض وفيات الأمهات بعد الولادة بنسبة 32% بفضل برنامج منظمة الصحة العالمية
برنامج منظمة الصحة العالمية APT‑Sepsis في ملاوي وأوغندا يظهر أن الالتزام الصارم بالبروتوكولات الصحية يمكن أن يقلل وفيات الأمهات الناتجة عن التهابات ما بعد الولادة بنسبة تصل إلى 32%، مع تعزيز نظافة اليدين والكشف المبكر والعلاج الفوري.
أظهرت تجارب برنامج APT‑Sepsis التابع لمنظمة الصحة العالمية في ملاوي وأوغندا أن الالتزام الصارم بالبروتوكولات الأساسية للنظافة والعلاج بعد الولادة يمكن أن يقلل وفيات الأمهات الناتجة عن الالتهابات القابلة للوقاية بنسبة تصل إلى ثلث الحالات.
وفقًا لدراسة GLOSS 2020 العالمية لمنظمة الصحة العالمية، تتعرض 11 امرأة من بين كل 1000 ولادة عالمياً للالتهابات بعد الولادة، والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل أعضاء الجسم أو الوفاة، لكن جميع هذه الوفيات قابلة للوقاية باتباع الإجراءات الصحيحة.

قصة جريس نالوغا من أوغندا تبرز خطورة الوضع؛ فقد أصيبت بعد الولادة بحمى شديدة تطورت إلى تسمم دموي يهدد حياتها، كاد أن يحرمها من رؤية طفلها ينمو. تقول جريس:
“شعرت بحرارة وألم شديدين، وكنت أضعف كل ساعة. كنت أخشى ألا أعيش لأرى طفلي يكبر.”
على النقيض، نجت أليس كامبالامي من ملاوي من العدوى بعد عملية قيصرية بفضل استجابة سريعة من الفريق الطبي، مما أبرز أهمية الكشف المبكر والعلاج الفوري.
الدراسة التي نشرت في New England Journal of Medicine أظهرت أن تطبيق نهج منظم للوقاية من العدوى ومكافحتها يقلل من الالتهابات الشديدة ووفيات الأمهات بنسبة تزيد عن 30%. شملت الدراسة 59 مستشفى وأكثر من 431,000 امرأة، وتم بموجبها تطبيق برنامج الوقاية النشطة وعلاج التسمم الدموي لدى الأمهات (APT‑Sepsis).
يدعم البرنامج العاملين في الرعاية الصحية من خلال:
• تعزيز نظافة اليدين وفق توصيات منظمة الصحة العالمية
• تطبيق إرشادات مثبتة للوقاية من العدوى
• استخدام حزمة علاج FAST‑M: السوائل، المضادات الحيوية، السيطرة على مصدر العدوى، النقل إذا لزم، والمراقبة الدقيقة

وأظهرت المستشفيات التي اعتمدت بروتوكولات APT‑Sepsis انخفاضًا بنسبة 32% في وفيات الأمهات الناتجة عن العدوى، وتحسنًا ملحوظًا في التزام الكادر الطبي بالنظافة، استخدام المضادات الحيوية أثناء الولادة القيصرية، والمراقبة المنتظمة للعلامات الحيوية للكشف المبكر عن العدوى.
الدكتور جيريمي فارار، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قال:
“خفض العدوى ووفيات الأمهات بأكثر من 30% ليس نجاحًا سريريًا فقط، بل دعوة للعمل لتبني هذه الممارسات على مستوى عالمي.”
نجاح البرنامج في ملاوي وأوغندا دفع منظمة الصحة العالمية وشركاءها لتوسيع نطاق التطبيق على مستوى الأنظمة الصحية الوطنية لضمان استفادة أكبر عدد من الأمهات في مختلف دول العالم.
تختتم القصة على أمل متجدد:
“الحمد لله نجوت لأروي قصتي، وأتمنى أن تتمكن باقي الأمهات من رؤية أطفالهن يكبرون بفضل هذا البروتوكول الجديد.”










