ملكة جمال كوت ديفوار أوليفيا ياسي تستقيل من لقب Miss Universe Africa احتجاجًا على قيود السفر والتمييز غير المعلن في المسابقة، مؤكدة حرصها على الدفاع عن حقوق المرأة والهوية الشخصية للشابات الأفريقيات.
جدل واسع في عالم مسابقات الجمال بعد استقالة ملكة جمال كوت ديفوار أوليفيا ياسي من لقب «ملكة جمال الكون – إفريقيا»، احتجاجًا على ما وصفته بدور منقوص وتمييز يمس الهوية والعدالة في منح الألقاب العالمية.
“حين يصبح الجمال جواز سفر”
تكشف استقالة ياسي عن أحد أكثر أسرار مسابقات الجمال قتامة: معايير لا تُقاس بالإطلالة أو القدرات، بل بالأهلية الجغرافية وامتيازات السفر، حيث يصبح جواز السفر رمزًا لتحديد من يحق له أن يتوّج ملكًا على منصة يفترض أن تكون عالمية وعادلة. القضية اليوم ليست فقط فقدان لقب، بل كشف منظومة تستبعد من لا يمتلكون «امتياز الحركة» عبر العالم.
أبيدجان – بانكوك، 26 نوفمبر 2025
أعلنت ملكة جمال كوت ديفوار، أوليفيا ياسي، استقالتها من لقب ملكة جمال الكون – إفريقيا وأوقيانوسيا، بعد أيام قليلة من إنهائها المسابقة ضمن الخمسة الأوائل في نهائيات مسابقة ملكة جمال الكون 2025 التي أقيمت في بانكوك، تايلاند، في 21 نوفمبر الجاري.
يأتي قرار ياسي بعد جدل واسع حول آلية اختيار الفائزة العالمية، واتهامات مباشرة لمنظمة المسابقة بمحاولة تبرير النتائج بمعايير لا علاقة لها بالكفاءة أو الجمال، بل بالقدرة على التنقل وحصولها على تأشيرات لدخول عدد من الدول.

خلفية المتسابقة
نشأت ياسي، البالغة من العمر 27 عامًا، في العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، أبيدجان، قبل أن تكمل دراستها الجامعية في الولايات المتحدة، وحصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال والتسويق. تتقن الإنجليزية، الإسبانية، والفرنسية، وقد اعتُبرت المرشحة الأبرز للفوز باللقب بحسب عدة تقارير إعلامية.
وفي نهائيات 2025، حلّت ياسي كالرابعة ميدالياً بعد الفائزة من المكسيك، فاتيما بوش فيرنانديز، وممثلات من تايلاند وفنزويلا والفلبين، ما أثار موجة استهجان في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
أسباب الاستقالة
في منشور طويل على حسابها الشخصي، صرّحت ياسي أن تنحيها عن اللقب القاري يتيح لها التركيز على الدفاع عن القيم التي تؤمن بها، وأهمها:
• تمكين الفتيات والشابات لدفع حدود قدراتهن بثقة.
• الاعتزاز بالهوية الشخصية والقبول بالنفس.
• تعزيز حقوق المرأة والتعليم في مجتمعاتها.
وأوضحت أن الهدف من الاستقالة هو مواصلة نشاطها في هذه القضايا دون قيود الدور “المُنقص” الذي منحه لها اللقب القاري.
تصريحات مثيرة للجدل من إدارة المسابقة
أثار رئيس منظمة ملكة جمال الكون، راوول روشا، جدلاً كبيرًا بعد توضيحه سبب اختيار الفائزة، متحدثًا عن القيود التي تفرضها التأشيرات على مواطني كوت ديفوار:
“ملكة جمال الكون يجب أن تكون الأكثر سفرًا والتواصل مع العالم. إذا كانت تحتاج إلى تأشيرات لـ175 دولة، فهذا يجعل المهمة صعبة للغاية.”
تصريح روشا أثار انتقادات حادة، واعتبره البعض تبريراً عنصريا لعدم منح ياسي لقبًا أعلى، فيما انتقدت منافستها أوفيلي ميزينو، ممثلة غوادلوب، تلك التصريحات، واصفة إياها بـ”ذريعة عنصرية”.
نشاطات ياسي الاجتماعية
خلال فترة تتويجها كملكة جمال كوت ديفوار منذ 2021، قادت ياسي عدة مبادرات:
• دعم البشرة الطبيعية والهوية الشخصية.
• الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة.
• الترويج لحق التعليم للجميع في القارة الإفريقية.
سياق المنافسة وانتقادات متعلقة بالقارة الإفريقية
تثير نتائج المسابقة تساؤلات حول تمثيل إفريقيا في مسابقات الجمال العالمية، حيث يواجه المتسابقون من الدول الأفريقية تحديات لوجستية ودبلوماسية، مثل صعوبة الحصول على تأشيرات السفر، وهو ما لا يُفرض على المتسابقات من باقي القارات.
ويعتبر خبراء ومسؤولون في المجال أن هذا يضع إفريقيا في موقف غير عادل ويقلل فرص فوز مرشحاتها باللقب العالمي، بغض النظر عن الكفاءة والجمال.
تحليل: “الجمال تحت قيود السفر”
تجسد استقالة ياسي أزمة بنيوية في مسابقات الجمال الدولية: تحديات التأشيرات والتنقل تتحول إلى معيار غير معلن لتحديد الفائزات، ما يضع قيودًا على المتسابقات من الدول ذات الإمكانيات المحدودة، ويثير نقاشًا حول العدالة والمساواة في منصات عالمية يُفترض أن تكون محايدة.
قرار أوليفيا ياسي ينقل النقاش من مجرد خسارة لقب إلى كشف نظام غير عادل يعيق تمثيل إفريقيا والمواهب الشابة. ويؤكد خبراؤنا أن القضية لن تنتهي عند حدود هذه الاستقالة، بل ستصبح موضوعاً رئيسياً للتحقيقات الصحفية والمبادرات الإصلاحية في مسابقات الجمال العالمية مستقبلاً.










