الإدارة الأمريكية تبدأ بناء أول مجمع سكني في رفح الفلسطينيه لتوفير مساكن مؤقتة للفلسطينيين في غزة، ضمن خطة “غزة الجديدة” على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر، وسط تحديات لوجستية وسياسية كبيرة.
رفح – 26 نوفمبر 2025
أعلنت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء أن الإدارة الأمريكية تدفع قدمًا نحو بناء مجمعات سكنية في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة، لتوفير مساكن مؤقتة للفلسطينيين.
وقالت الصحيفة، مستندة إلى مقابلات مع عشرين مسؤولًا أمريكيًا وإسرائيليًا وأوروبيًا، إن هذه المجمعات ستعرف باسم “المجتمعات البديلة الآمنة”، وسيضم كل مجمع بين 20 ألفًا و25 ألف ساكن، إضافة إلى مرافق طبية وتعليمية.
وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل قد كشفت في بداية الشهر أن أحد المقترحات المقدمة لدول الخليج المانحة يقضي بإنشاء نحو ست مناطق سكنية في النصف الشرقي من القطاع، الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي حاليًا.

تفاصيل المشروع وموقعه
أوضح الدبلوماسيون أن المسؤولين الأمريكيين يطلقون على المشروع اسم “غزة الجديدة”، على أن ينفذ على الجانب الشرقي من الخط الأصفر، الحد الفاصل الذي انسحب الجيش الإسرائيلي إليه في 10 أكتوبر، مع بداية اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ومن المتوقع أن يبدأ بناء أول مجمع في مدينة رفح قرب الحدود المصرية هذا الأسبوع، على أن يستغرق إتمامه عدة أشهر، بتكلفة تقدّر بعشرات الملايين من الدولارات.
وقال آري لايتستون، المسؤول الأمريكي البارز المشرف على المشروع:
“القضية العملية هي: كيف نوفر للسكان مساكن آمنة بأسرع وقت ممكن؟ هذا هو الطريق الأسهل لتحقيق ذلك.”
التحديات والمخاوف
أشار التقرير إلى أن هناك شكوكًا حول عدد الفلسطينيين الذين سيقبلون الانتقال إلى المجمعات، التي لن تستوعب سوى جزء صغير من نحو مليوني ساكن في القطاع، إضافة إلى تساؤلات حول تمويل المشروع.
كما أثار المسؤولون المخاوف حول إمكانية مغادرة السكان للمجمع لاحقًا، وما إذا كان يمكن لإسرائيل منع بعض السكان بعد التدقيق الأمني، وكيفية تعويض أصحاب الأراضي عن استخدام ممتلكاتهم.
وأضاف التقرير أن أحد أهداف المشروع هو خلق فرص عمل للفلسطينيين، بما في ذلك العاملين في بناء المجمعات، مشيرًا إلى أن المشروع يُدار من قبل فريق يضم “دبلوماسيين أمريكيين ومستثمرين إسرائيليين ومسؤولين من وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية”، ويعملون من فندقين فخمين في تل أبيب.
ورغم حماس المسؤولين الأمريكيين، أبدى الإسرائيليون تحفظاتهم، فيما أطلق مسؤولون أوروبيون والأمم المتحدة تحذيرات من احتمالية مواجهة المشروع صعوبات.

السياق العسكري والسياسي
مع بدء وقف إطلاق النار في أوائل أكتوبر، انسحبت قوات الجيش الإسرائيلي إلى الخط الأصفر، الذي يترك إسرائيل مسيطرة على نحو 53% من قطاع غزة.
ويعتبر هذا التقسيم مؤقتًا ضمن خطة السلام الأمريكية المؤلفة من 20 نقطة، على أن تنسحب القوات الإسرائيلية أكثر بعد نشر قوة التثبيت الدولية، وهي قوة متعددة الجنسيات أُنشئت بمبادرة أمريكية وعربية وإسلامية لضمان استقرار القطاع.
وأيد مجلس الأمن الأسبوع الماضي إنشاء هذه القوة، مؤكدًا أنها ستساهم في تأمين الحدود وحماية المدنيين وتأمين المساعدات الإنسانية وتدريب الشرطة الفلسطينية، وأهمها بالنسبة لإسرائيل: ضمان عملية نزع السلاح في غزة.
كما يسمح القرار لمجلس السلام والقوة الدولية بالعمل في غزة حتى نهاية 2027، وتستهدف واشنطن نشر القوة في بداية 2026، رغم وجود عدة عقبات ما تزال قائمة.










