السُعار يقتل آلاف الأشخاص رغم كونه مرضًا يمكن الوقاية منه
يقتل مرض السُعار نحو 59 ألف شخص سنويًا، 95% منهم في إفريقيا وآسيا، بسبب الكلاب الضالة ونقص الوصول للعلاج والإبلاغ المحدود، رغم أن المرض يمكن الوقاية منه بالكامل عبر التطعيم والرعاية الفورية بعد العضّ
يُعد السُعار أحد الأمراض الفيروسية القاتلة، حيث يودي بحياة نحو 59 ألف شخص سنويًا، 95% منهم في إفريقيا وآسيا. ومع تزايد أعداد الكلاب الضالة، وقلة الوصول إلى العلاج بعد التعرض للعضّ، والإبلاغ المحدود عن الحالات، يظل هذا المرض الصامت مصدر خطر دائم على الصحة العامة.

حوادث عضّ الكلاب: خطر يومي
تعرض المدرب الكيني دينيس موانزو للعضّ من كلب ضال أثناء تدريبات بطولة ألعاب القوى للمعاقين في نيودلهي، ما دفعه للبحث فورًا عن العلاج في المستشفى. مثل هذه الحوادث تؤكد أن خطر الإصابة بالسُعار لا يقتصر على دولة بعينها، بل يشمل كل مناطق العالم التي تنتشر فيها الكلاب الضالة.
الوضع في إفريقيا
القارة الأفريقية تواجه تحديات كبيرة بسبب ارتفاع أعداد الكلاب الضالة، ما يزيد المخاطر على الصحة العامة ويشكل عبئًا على إدارة المدن وحماية الحيوانات. حسب منظمة الصحة العالمية، فإن السُعار لا يزال “قاتلًا صامتًا” في أجزاء واسعة من إفريقيا، رغم أنه مرض يمكن الوقاية منه تمامًا.
ما هو السُعار؟
السُعار مرض فيروسي مميت ينتقل غالبًا للبشر عبر العضّ أو الخدش من حيوان مصاب، وخاصة الكلاب التي تمثل 99% من حالات الإصابة البشرية في إفريقيا. يسبب الفيروس التهابات عصبية حادة تصل إلى الدماغ، ما يؤدي إلى الارتباك، والخوف من الماء، والشلل، ثم الوفاة.
هناك نوعان من السُعار لدى البشر:
• السُعار الغاضب: يظهر مع الهياج، والارتباك، والخوف من الماء، وهو الأكثر شيوعًا.
• السُعار الشللي: يبدأ بضعف عضلي تدريجي ثم يؤدي إلى الغيبوبة والوفاة، وغالبًا ما يتم تشخيصه خطأً لأنه يشبه أمراضًا عصبية أخرى.
الفئات الأكثر عرضة
الأطفال تحت سن 15 عامًا يمثلون نحو 40% من ضحايا عضّ الحيوانات المشتبه بإصابتها بالسُعار، بسبب طبيعتهم الفضولية ولعبهم مع الحيوانات. كما أن الفقراء الأكثر حرمانًا من الرعاية الصحية هم الأكثر تعرضًا للوفاة بعد التعرض للعضّ، نظرًا لصعوبة الحصول على لقاح ما بعد التعرض (PEP).
الوقاية هي الحل
يمكن الوقاية من السُعار تمامًا سواء لدى البشر أو الحيوانات، عبر التطعيم الجماعي للكلاب، بما في ذلك الجراء. قتل الكلاب الضالة وحده لا يكفي للسيطرة على المرض.
في حالة التعرض للعضّ، يجب غسل الجرح جيدًا بالماء والصابون، واللجوء فورًا للرعاية الطبية، بما في ذلك لقاح ما بعد التعرض (PEP). هذه الإجراءات البسيطة قد تنقذ الحياة وتمنع الوفاة، حتى إذا كان الحيوان المصاب ليس ضالًا.
الدكتور تراوري تييبي من منظمة الصحة العالمية يؤكد:
“التطعيم السريع والعناية بالجرح يمكن أن ينقذا حياة الشخص بعد أي حادث عضّ، ويجب أن يكون الوصول للعلاج متاحًا للجميع.”
السُعار، رغم كونه قديمًا ومعروفًا، يظل تهديدًا صامتًا إذا لم تُنفذ برامج التطعيم والرعاية الصحية بفعالية، لكنه مرض يمكن القضاء عليه من خلال التوعية، التطعيم، والالتزام بالبروتوكولات الطبية.










