الفنانة التونسية بشرى محمد تصدرت المشهد الفني والإعلامي خلال الساعات الأخيرة بعد إعلان رحيلها عن عالمنا إثر صراع طويل مع مرض السرطان، في خبر هز الوسط الفني في تونس وترك حالة من الحزن بين جمهورها ومحبيها في العالم العربي
نقابة المهن الموسيقية في تونس وعدد من الصحف والقنوات المحلية والعربية نعوا الفنانة الشابة، مشيرين إلى أنها واجهت ظروفًا صحية وشخصية قاسية في العامين الأخيرين، لكنها ظلت متمسكة بالفن حتى اللحظات الأخيرة من حياتها.
إعلان الوفاة وتفاصيل الساعات الأخيرة
أكد نقيب المهن الموسيقية في تونس، ماهر الهمامي، عبر بيان ومنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وفاة الفنانة بشرى محمد يوم 26 نوفمبر 2025 بعد معاناة طويلة مع المرض.
هذا الإعلان الرسمي أنهى ساعات من القلق والترقب بعد تداول أخبار عن تدهور حالتها الصحية ودخولها أحد مستشفيات العاصمة التونسية في وضع حرج.
التقارير الصحفية أوضحت أن بشرى عاشت رحلة علاج شاقة مع السرطان امتدت لأكثر من عام، شهدت خلالها فترات تحسن نسبي وأخرى من التدهور الحاد، قبل أن تستقر حالتها مؤخراً على وضع صعب لم تستطع معه مقاومة مضاعفات المرض.
وحتى لحظة إعداد التقارير، لم تُعلن أسرتها رسميًا عن تفاصيل مراسم الجنازة أو مكان الدفن، بينما تُتداول أنباء عن تنظيم تشييع في مسقط رأسها وسط حضور من الوسط الفني وأقاربها.
مسيرتها الفنية ومحطات بارزةبشرى محمد عُرفت كصوت تونسي شاب برز خلال السنوات الأخيرة في الساحة الغنائية من خلال عدد من الأعمال التي لاقت انتشارًا على المستوى المحلي، من بينها أغنيات حملت طابعًا عاطفيًا وشعبيًا معاصرًا.
تقارير صحفية تونسية وعربية أشارت إلى أن أغاني مثل “مو مشكلة” و”ما تبيني” أسهمت في تكريس اسمها على منصات الإذاعة والتلفزيون ومواقع التواصل، لتصبح من الوجوه الحاضرة في المشهد الفني التونسي الحديث.
ورغم أن تجربتها الفنية لم تمتد لعقود طويلة، فإن الصحف نعَتها بوصفها واحدة من الأصوات التي راهنت على الجمع بين الأغنية الخفيفة ورسائل عاطفية مباشرة، ما قرّبها من شريحة واسعة من الشباب، خاصة بعد انتشار مقاطع من حفلاتها على المنصات الرقمية.
هذا الحضور الرقمي ساعد في تحويل نبأ رحيلها إلى قضية رأي عام، مع سيل من رسائل النعي والدعاء على حسابات الفنانين والجمهور.
الهجرة إلى إيطاليا وقصة الاختفاء المؤقتمن المحطات اللافتة في حياة بشرى محمد ما تداوله الإعلام التونسي عام 2019 عن “هجرة غامضة” إلى إيطاليا خلال رحلة بحرية أحيت فيها حفلًا على متن باخرة متجهة من تونس إلى نابولي.
الروايات المتداولة تشير إلى أنها استغلت توقف السفينة في أحد الموانئ الإيطالية واختفت عن الأنظار، قبل أن تعود أخبارها إلى الواجهة بمنشور على حسابها في فيسبوك كتبت فيه جملة وداعية لبلدها، في تلميح إلى شعورها بالخذلان والرغبة في بداية جديدة.
هذه الواقعة أثارت وقتها نقاشًا واسعًا حول هجرة الفنانين والضغوط الاقتصادية والنفسية التي يواجهونها، خصوصًا في ظل شكاوى متكررة من محدودية الدعم المؤسسي للفن في تونس.
ومع مرور السنوات، عادت بشرى تدريجيًا إلى المشهد، قبل أن يطغى ملفها الصحي على أي حديث آخر، إلى أن أصبح اسمها مرتبطًا أكثر بمعركة المرض من أي عمل فني جديد.
معركتها مع السرطان ومناشدات الدعم
منذ سبتمبر 2024 بدأت تطفو إلى السطح أخبار عن إصابة بشرى بمرض السرطان ودخولها مرحلة علاج دقيقة داخل أحد مستشفيات العاصمة التونسية.
تزامن ذلك مع مناشدات نشرها أصدقاء ومحبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي طالبوا فيها بدعمها ماديًا ومعنويًا، في ظل ما تردد عن ظروف مالية ونفسية صعبة عاشتها خلال فترة العلاج.
التقارير الواردة من صحف ومواقع تونسية ذكرت أن حالتها شهدت تدهورًا واضحًا في الشهور الأخيرة، مع انتشار دعوات متكررة للدعاء لها، قبل أن يتحول الهاشتاغ المرتبط باسمها إلى سيل من رسائل النعي عقب إعلان الوفاة.
هذه الصورة سلطت الضوء مجددًا على هشاشة الوضع الاجتماعي لفنانين كثيرين في المنطقة، عندما يجدون أنفسهم في مواجهة أمراض خطيرة من دون شبكة أمان كافية.
صدى الرحيل في الوسط الفني والجمهورخبر وفاة بشرى محمد حظي بتغطية واسعة في الصحف والقنوات والمواقع الإخبارية، إلى جانب تداول مكثف على مواقع التواصل في تونس والعالم العربي.
نقيب المهن الموسيقية في تونس وعدد من الفنانين والموسيقيين نشروا رسائل تعزية أشادوا فيها بموهبتها وبحضورها الإنساني، مؤكدين أن رحيلها المبكر خسارة لمشهد فني كان يمكن أن يمنحها فرصًا أكبر لو امتدت بها الحياة.
الجمهور بدوره استعاد عبر المقاطع المتداولة بعض أغنياتها وحفلاتها، لتتحول حساباتها على المنصات المختلفة إلى دفتر عزاء مفتوح يكتب فيه المعجبون كلمات الوداع والدعاء، ويتساءلون في الوقت نفسه عن قدرة المنظومة الفنية على حماية مبدعيها في أوقات المحن، لا فقط الاحتفاء بهم عند تحقيق النجاح.
وبين سرد الحكايات الشخصية واسترجاع محطات مسيرتها القصيرة، تبدو سيرة بشرى محمد مرشحة لأن تصبح نموذجًا يُستعاد كلما طُرح سؤال عن ثمن الشهرة وحدود المسؤولية تجاه الفنانين الشباب في العالم العربي.










