يتأرجح المشهد السياسي الهش في الصومال على شفا انزلاق أعمق نحو عدم الاستقرار، بعد أن أصدر قادة المعارضة تحذيراتٍ شديدة اللهجة من أن البلاد “تنزلق نحو أزمة”، مع توجههم إلى قمة حاسمة في كيسمايو.
ومن المتوقع أن تسافر شخصيات بارزة من ائتلاف “مجلس مستقبل الصومال”، الذي يضم ممثلين عن ولايتي جوبالاند وبونتلاند، للاجتماع في مدينة كيسمايو الساحلية بولاية جوبالاند، لبحث تطورات الأوضاع الوطنية.
التهديد بتشكيل إدارة موازية
أشارت مصادر من داخل المعارضة إلى أن مؤتمر كيسمايو، الذي تُعقد فيه الرهانات، قد يتضمن مناقشات حول تشكيل إدارة صومالية موازية لمواجهة ما يصفه النقاد بأنه أجندة الرئيس حسن شيخ محمود “المركزية”.
ويأتي هذا التحرك بعد اتهام زعماء المعارضة الرئيس محمود بدفع البلاد نحو عدم الاستقرار، وهي مزاعم رفضتها الحكومة الفيدرالية بشدة.
بؤر التوتر والخلافات الرئيسية:
يأتي هذا التصعيد في ظل توترات متصاعدة بين الحكومة المركزية والولايات شبه المستقلة، وتتمثل بؤر التوتر الرئيسية في:
النزاعات الانتخابية: ترفض المعارضة نموذج “شخص واحد، صوت واحد” الذي يدفعه الرئيس محمود للانتخابات الوطنية 2026، مشيرةً إلى الصعوبات اللوجستية في ظل غياب الأمن وعودة حركة الشباب. وأدى التأخير الأخير في انتخابات مجالس مقاطعات مقديشو (المُجّلة إلى 30 نوفمبر/تشرين الثاني) إلى تأجيج الشكوك حول التلاعب.
خلافات الحكومة الاتحادية والولايات: اصطدم رئيسا جوبالاند (أحمد مادوبي) وبونتلاند (سعيد عبد الله ديني) مع مقديشو بشأن السيطرة على الموارد ونشر القوات الأمنية، كما انهارت محادثات وساطة إقليمية مؤخراً.
قلق إقليمي ودولي
تُسهّل كينيا، الداعم الرئيسي لولاية جوبالاند، المحادثات لتجنب الانزلاق إلى العنف. من جانبها، حثت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على خفض التصعيد، خاصةً في ظل تحذيرات المعارضة من أن الصراع السياسي الداخلي يُشجع حركة الشباب على استغلال الخلافات وإعادة تنظيم صفوفها.
في الوقت نفسه، يُشير حشد الرئيس محمود لحلفائه من ولايات جنوب غرب الصومال، وهيرشابيل، وغالمودوغ في مقديشو إلى استراتيجية مضادة، لكن المحللين يشككون في قدرتها على سد الفجوة السياسية.










