“كشف تقرير صحفى حديث عن تحويل إيران مئات الملايين من الدولارات عبر دبي لدعم حزب الله اللبناني وإعادة بناء قدراته العسكرية، في ظل تحذيرات أمريكية وإجراءات إماراتية ولبنانية لمواجهة هذه الشبكات المالية.”
أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية بأن إيران قامت خلال الفترة الماضية بتحويل مئات الملايين من الدولارات إلى حزب الله اللبناني عبر عمليات مالية تمت داخل دبي، وذلك في إطار جهود لدعم الحزب وتعويض خسائره العسكرية التي تكبّدها خلال المواجهات الأخيرة مع إسرائيل.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين مطلعين، فإن الأموال مصدرها عائدات نفطية إيرانية، وتُنقل عبر شركات وصرافات خاصة ورجال أعمال ضمن شبكات تحويل غير رسمية، أبرزها نظام الحوالة المستخدم في عدد من الدول الإسلامية.
وأكدت الصحيفة أن طهران أعادت توجيه قنوات دعمها للحزب بعد تعقّد مسارات التهريب التقليدية نتيجة الأحداث التي شهدتها سوريا أواخر العام الماضي، وما ترتب على ذلك من تغييرات في خريطة النفوذ الإقليمي.
موقف إماراتي لبناني
مصدر إماراتي — فضّل عدم الكشف عن هويته — شدد على أن الإمارات لا تقبل استخدام أراضيها لتمويل جماعات أو أنشطة غير قانونية، مشيرًا إلى تنسيق بلاده مع شركاء دوليين لمواجهة مثل هذه الأنشطة متى وُجدت.
وفي لبنان، اتخذت السلطات إجراءات تتعلق بـ تشديد الرقابة على المطارات والمعابر، ومنع بعض الرحلات الجوية المباشرة من إيران، وفق ما ذكره التقرير، غير أن إيران لجأت — بحسب الصحيفة — إلى نقل مبالغ أصغر أو مجوهرات ثمينة على دفعات لتفادي الإجراءات الجمركية.
تحذيرات أمريكية
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن إيران موّلت حزب الله بنحو مليار دولار خلال عام 2025، كما فرضت واشنطن عقوبات على أفراد وشركات متهمة بالتورط في عمليات التمويل.
سياق أمني معقّد
يأتي ذلك في ظل مرور عام على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والذي أنهى أكثر من عام من المواجهات على الحدود الشمالية.
وبموجب الاتفاق، كان من المفترض انسحاب الجانبين من جنوب لبنان لصالح انتشار الجيش اللبناني، بينما تتهم إسرائيل الحزب بمحاولة إعادة بناء بنيته العسكرية، وتواصل تنفيذ عمليات وغارات محدودة ضد مواقع تقول إنها تابعة له.
يرى مراقبون أن ما يكشفه التقرير يعكس استمرار الصراع غير المباشر بين إيران وإسرائيل على الساحة اللبنانية، وأن مشهد التمويل وإعادة التموضع سيظل عنصرًا حاضرًا في معادلة الأمن بالمنطقة خلال الفترة المقبلة.










