تحذير أممي من تفاقم جرائم الاتجار بالنساء والأطفال في الفاشر وسط حصار قوات الدعم السريع. دعوات دولية لوقف الانتهاكات وتقديم حماية عاجلة للمدنيين في السودان.
في ظل صمت عالمي يزداد ثقلاً يومًا بعد يوم، أطلق خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة بشأن التدهور الكارثي للوضع الإنساني في مدينة الفاشر، التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
أعرب خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة عن قلق بالغ من الارتفاع المتسارع في تقارير الاتجار بالنساء والفتيات بغرض الاستغلال الجنسي، إضافةً إلى تجنيد الأطفال واستخدامهم كمقاتلين، مع تصاعد وتيرة العنف داخل وحول مدينة الفاشر في السودان.
وأكد الخبراء أن الوضع ازداد خطورة منذ أن بدأت قوات الدعم السريع حصارها للفاشر والمناطق القريبة منها في مايو 2024، حيث اضطر أكثر من 470 ألف شخص إلى النزوح المتكرر من منازلهم، بمن فيهم سكان مخيمات شقرة وزمزم وأبو شوك. كما يشير الخبراء إلى أن السودان يشهد اليوم كارثة نزوح غير مسبوقة، إذ أصبح أكثر من ستة ملايين طفل داخل البلاد أو عبر الحدود بحثًا عن الأمان، و27% منهم دون سن الخامسة.
وتقول الأمم المتحدة إن الاعتداءات الجنسية تُرصد على نطاق واسع في مناطق الصراع المختلفة، مثل الفاشر، بحري، الجزيرة، الخرطوم، كردفان، كرنوي، نيالا، أم درمان، ومخيم زمزم.
وفي بيان مشترك، قال الخبراء:
“نشعر بقلق عميق إزاء التقارير المقلقة عن الاتجار بالبشر منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر والمناطق المحيطة بها. فالنساء والفتيات يتعرضن للاختطاف في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات، كما يواجه الأطفال المنفصلون عن عائلاتهم مخاطر كبيرة تتمثل في العنف الجنسي والاستغلال.”
وحذّر الخبراء من أن الأسر تُركت دون مأوى أو رعاية صحية أو حماية أساسية، نتيجة تعطيل وصول المساعدات وانهيار الخدمات، ما أدى إلى دفع المجتمعات إلى حافة الانهيار التام. ودعوا إلى وقف الانتهاكات فورًا وتوفير حماية عاجلة ودعم إنساني للنازحين.
المشهد الإنساني على حافة الانهيار الكامل. منع وصول المساعدات وانهيار الخدمات الأساسية يتركان العائلات بلا مأوى أو علاج أو أدنى مقومات للسلامة.
أصوات الأمم المتحدة تعلو مطالبةً بوقف فوري لهذه الجرائم، وبحماية عاجلة للمدنيين قبل أن يتحول النزوح إلى مقابر جماعية صامتة.
وأكد الخبراء ضرورة التزام جميع الأطراف بقوانين حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات ضد المدنيين. كما رحبوا بقرار مجلس حقوق الإنسان عقد جلسة خاصة في 14 نوفمبر، مطالبين بتحرك دولي سريع وحازم لتفعيل القرارات المتعلقة بالسودان قبل أن يفوت الأوان.
هذه ليست مجرد أزمة جديدة في سجل السودان المثقل بالحروب. إنها جريمة مستمرة في وضح النهار، يصبح فيها الجسد الأنثوي غنيمة، والطفولة مشروعًا للموت.
والأسئلة التي تلاحق الضمير العالمي:
إلى متى؟ ومن يوقف نزيف الفاشر؟










