رئيس نادي بيراميدز ممدوح عيد يواجه حاليًا واحدة من أعقد الفترات في مسيرته الإدارية، بعد استدعائه رسميًا من نيابة التجمع الخامس للتحقيق في بلاغات تتعلق بتزوير في قيد عدد من لاعبي قطاع الناشئين واستغلال قُصر بالمخالفة لقانون الرياضة.
وتتزامن هذه التحقيقات مع ضغوط رياضية وقانونية ضخمة يعيشها النادي على خلفية أزمات نجمه الأبرز رمضان صبحي، سواء في ملف المنشطات أو قضية التزوير في مستندات رسمية، ما يضع رئيس النادي في مرمى نيران الانتقادات والمساءلة.
خلفية عن رئيس بيراميدز ودوره
يتولى ممدوح عيد منصب الرئيس التنفيذي لنادي بيراميدز والمسؤول الأول فعليًا عن إدارة المشروع منذ انتقال ملكيته للمستثمرين الجدد، وهو الواجهة الإدارية والإعلامية للنادي في ملفات التعاقدات، إدارة الفرق، والعلاقة مع اتحاد الكرة.
ويُنظر إلى عيد باعتباره مهندس مشروع بيراميدز الكروي، من حيث بناء قائمة الفريق، واستقطاب النجوم، وتكوين جهاز إداري وفني قادر على منافسة الأهلي والزمالك على البطولات المحلية والقارية.
هذا الدور المحوري جعل اسمه حاضرًا في كل الملفات الكبرى داخل النادي، من التعاقدات الضخمة إلى إدارة الأزمات، ما زاد من حساسية أي بلاغ أو تحقيق رسمي يرتبط بشخصه أو بسياسات النادي تجاه اللاعبين.
ومع تصاعد حدة المنافسة محليًا وقاريًا، باتت قراراته الإدارية تحت رقابة مشددة من جماهير وإعلام وخصوم النادي على حد سواء.
بلاغات التزوير في قطاع الناشئين
أمرت نيابة التجمع الخامس باستدعاء ممدوح عيد للتحقيق في بلاغ قُدِّم ضده وضد مسؤول القيد في النادي، يتهمهما بارتكاب تزوير في إجراءات قيد بعض لاعبي قطاع الناشئين واستغلال أطفال قصر بالمخالفة لقانون الرياضة.
ووفقًا لمضمون البلاغ، تتعلق الاتهامات بإجراءات غير سليمة في ملفات القيد، مع حديث عن تمييز بين اللاعبين وعدم الالتزام الكامل بلوائح الاتحاد المصري لكرة القدم المنظمة لحقوق الناشئين.
النادي من جانبه أصدر بيانًا قانونيًا قوي اللهجة، أكد فيه أنه لم يُخطر رسميًا في البداية بوجود البلاغ، وأنه حال الإخطار سيتعامل مع الملف وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة.
كما شدد بيراميدز على أن هناك نزاعًا قانونيًا قائمًا مع بعض اللاعبين أمام المحكمة الرياضية الدولية منذ أكثر من عام، اتهم فيه النادي اللاعبون بمحاولة التحايل على قواعد القيد وإزالة أسمائهم من نظام اتحاد الكرة بالتنسيق مع موظفين، قبل أن يتدخل النادي ويعيد قيدهم رسميًا.
موقف النادي من أزمة الناشئين
في بيانه التفصيلي، حرص بيراميدز على تقديم نفسه كطرف متضرر لا متهم، مؤكدًا أنه أبلغ اتحاد الكرة فور اكتشاف محاولة العبث ببيانات قيد اللاعبين القصر، وطالب بفتح تحقيق موسع نظرًا لخطورة ما جرى على «أمن الأندية المصرية» على حد وصف البيان.
وأوضح النادي أن أبوابه لم تُغلق أمام اللاعبين محل النزاع، وأنهم انقطعوا عن تدريبات الفريق واختاروا الانضمام لتدريبات نادٍ آخر دون تسوية أوضاعهم التعاقدية.
هذا الطرح يضع رئيس النادي في موقف دفاعي، إذ يستند إلى أن الإدارة حمت حقوقها وحقوق المنظومة الكروية، بينما يحاول خصومها تصوير ما جرى على أنه استغلال للقصر وتزوير في المستندات.
وبين الروايتين، يبقى الحسم في يد جهات التحقيق التي استدعت ممدوح عيد لعرض مستندات القيد وردّه التفصيلي على الاتهامات.
تزامن العاصفة مع أزمات رمضان صبحيالمفارقة أن استدعاء رئيس بيراميدز للتحقيق يأتي بالتوازي مع عاصفة أخرى تضرب النادي، بطلها رمضان صبحي، أحد أبرز نجوم الفريق، الذي يواجه عقوبة إيقاف لأربع سنوات من المحكمة الرياضية الدولية بسبب مخالفة لوائح مكافحة المنشطات.
هذه العقوبة الثقيلة تهدد مستقبل اللاعب الكروي، وتضع الإدارة بقيادة ممدوح عيد أمام قرارات مصيرية تتعلق بمستقبله التعاقدي وراتبه الضخم.
تسريبات إعلامية عديدة تحدثت عن نية الإدارة دراسة تخفيض راتب رمضان صبحي الذي يقترب من مليوني دولار سنويًا، في ظل عدم قدرته على المشاركة بالمباريات لفترة طويلة، مع وجود حالة رفض من اللاعب لأي مساس بقيمة عقده حتى نهاية مدته في 2027.
هذا التوتر يهدد العلاقة بين اللاعب والإدارة، ويفرض على رئيس النادي التعامل مع ملف شديد الحساسية، خاصة أن رمضان كان أحد أهم أوراق مشروع بيراميدز التسويقية والفنية.
اجتماعات مكثفة وملف قانوني مفتوحرد فعل إدارة بيراميدز على أزمة رمضان صبحي قاده أيضًا ممدوح عيد، الذي ظهر في اجتماع ضم عائلة اللاعب، بحضور الحارس السابق شريف إكرامي، لمناقشة تداعيات قرارات القضاء والجهات الرياضية على مستقبل العقد بين الطرفين.
خلال هذا اللقاء، جرى التأكيد لعائلة اللاعب أن النادي لم يفسخ العقد ولم يتخذ قرارًا أحاديًا ضده، وأنه شكّل فريقًا قانونيًا محليًا وأجنبيًا للدفاع عنه أمام الجهات القضائية والرياضية.
في الوقت نفسه، سارع النادي إلى نفي كل التقارير الصحفية التي تحدثت عن فسخ التعاقد مع رمضان صبحي، مؤكّدًا في أكثر من تصريح أن أي قرار نهائي سيتخذ بعد دراسة كاملة حيثيات الأحكام والتشاور مع الملاك في الخارج.
هذه التحركات تحاول من جهة احتواء الغضب داخل المعسكر السماوي، ومن جهة أخرى إرسال رسالة بأن الإدارة لا تتخلى سريعًا عن لاعبيها، حتى وإن تعرضوا لعقوبات قاسية.
صورة رئيس بيراميدز بين الاتهامات والدفاع
ما بين بلاغات تزوير قيد الناشئين وملف المنشطات والتزوير المرتبط برمضان صبحي، يجد رئيس بيراميدز نفسه تحت ضغط إعلامي وجماهيري غير مسبوق، مع تساؤلات عن كيفية إدارة النادي لملفات التعاقدات وقيد اللاعبين والرقابة الداخلية على الإجراءات القانونية.
خصوم النادي يستغلون هذه الوقائع للتشكيك في «نموذج بيراميدز» الذي قُدِّم لسنوات كأحد المشاريع الاحترافية القادرة على تغيير شكل الكرة المصرية.
في المقابل، تراهن إدارة بيراميدز على مسار قانوني واضح، سواء في قضايا الناشئين أو في ملف رمضان صبحي، وتؤكد عبر بياناتها وتحركاتها أن ما يجري هو نزاعات يمكن احتواؤها قانونيًا دون أن تمس جوهر المشروع الرياضي.
لكن بقاء ممدوح عيد في قلب كل هذه العواصف يجعل مستقبله على مقعد القيادة محل تساؤل، خاصة إذا انتهت التحقيقات والأحكام بأي إدانة أو غرامات أو قرارات انضباطية تمس النادي أو رئيسه.










