انتزع ريال بيتيس فوزًا مهمًا على ضيفه أوتريخت الهولندي بهدفين مقابل هدف في مباراة مثيرة ضمن مرحلة الدوري في بطولة الدوري الأوروبي، ليعزّز الفريق الأندلسي حظوظه في حجز مقعد متقدم في جدول الترتيب.
اللقاء شهد لحظات فنية لافتة أبرزها هدف عالمي من منتصف الملعب تقريبًا حمل توقيع البديل الشاب ميغيل رودريغيز، وسط معاناة واضحة للألمان في إيقاف سرعة هجمات بيتيس المرتدة.
بداية أندلسية حاسمةالمباراة
أُقيمت على ملعب لا كارتوخا في إشبيلية، ضمن الجولة الخامسة من مرحلة الدوري في اليوروبا ليغ، وسط حضور جماهيري مميز من مشجعي بيتيس الذين يدركون أهمية نقاط اللقاء في سباق المراكز الأولى.
دخل مانويل بيليغريني المباراة بتشكيل هجومي يقوده الكولومبي كوتشو هيرنانديز في المقدمة، ومن خلفه الثلاثي الهجومي إيسكو وعبد الصمد الزلزولي والجناح البرازيلي أنتوني.
بيتيس فرض سيطرته تدريجيًا على مجريات اللعب، معتمداً على تحركات إيسكو بين الخطوط وقدرة الزلزولي على خلق المواقف الفردية في الجهة اليسرى.
وعند الدقيقة 42 ترجم أصحاب الأرض تفوقهم بهدف أول عبر كوتشو هيرنانديز، الذي استغل تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء ليضع الكرة في الشباك ويفتتح التسجيل.
شوط ثانٍ مشتعل وهدف عالمي
مع بداية الشوط الثاني، واصل بيتيس ضغطه الهجومي بحثًا عن هدف تأمين، لينجح في إضافة الهدف الثاني عند الدقيقة 50 بواسطة المغربي عبد الصمد الزلزولي الذي وقّع على كرة اصطدمت بالدفاع وسكنت الشباك، معلنة تقدم أصحاب الأرض 2-0.
هذا الهدف منح الفريق الأندلسي أفضلية كبيرة في النتيجة، لكنه في الوقت نفسه دفع أوتريخت للتقدم أكثر وفتح المساحات خلف خطوطه الخلفية.
النقطة الأجمل في اللقاء جاءت عند الدقيقة 55 عندما سجّل البديل الشاب ميغيل رودريغيز هدفًا استثنائيًا من تسديدة بعيدة المدى من قرب خط المنتصف تقريبًا، بعد أن لمح حارس أوتريخت متقدمًا عن مرماه، ليطلق كرة مقوسة تجاوزته وسكنت الشباك في لقطة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.
ورغم أن الهدف جعل النتيجة 2-1 لصالح بيتيس حسب بعض اللوحات الإلكترونية، فقد كان بمثابة صدمة إيجابية رفعت من إيقاع المباراة وأعيد عرضها مرارًا في قنوات التحليل بعد اللقاء.
رد فعل أوتريخت ومحاولات العودة
أوتريخت لم يستسلم رغم التأخر، فحاول المدرب تنشيط الجبهة الهجومية بإجراء تغييرات هجومية في الثلث الأخير من المباراة، مستفيدًا من تراجع بيتيس النسبي للحفاظ على النتيجة.
الفريق الهولندي اعتمد على الكرات العرضية والتمريرات العمودية خلف دفاع بيتيس، لكن تألق الحارس ألفارو باييّس إلى جانب تماسك ثنائي القلب دييغو يورينتي وناتان حدَّ من خطورة الضيوف.
إحصائيًا، جاء الاستحواذ متقاربًا مع أفضلية طفيفة لبيتيس، لكن الفارق الحقيقي كان في الفاعلية الهجومية واستثمار الفرص، حيث نجح أصحاب الأرض في ترجمة حالاتهم الخطِرة إلى أهداف، بينما اكتفى أوتريخت بتسجيل هدف وحيد رغم حصوله على بعض الفرص الجيدة.
هذا السيناريو يعكس خبرة بيتيس الأوروبية مقارنة بمحدودية تجربة أوتريخت في مثل هذه المباريات القارية الصعبة.
تأثير النتيجة على مشوار الفريقينانتصار بيتيس رفع رصيده إلى 8 نقاط من أربع مباريات في مرحلة الدوري، ليواصل تمركزه في النصف العلوي من جدول اليوروبا ليغ، ويقترب أكثر من حجز مقعد على الأقل في الملحق الإقصائي، مع الإبقاء على فرصة المنافسة على المراكز الثمانية الأولى.
في المقابل، تجمد رصيد أوتريخت عند نقطة واحدة فقط من أربع مباريات، ما يضعه في ذيل الجدول تقريبًا ويُصعّب مهمته في اللحاق بركب المنافسة على بطاقة عبور للأدوار الإقصائية.
هذه الوضعية تزيد من الضغط على الفريق الهولندي في الجولات المقبلة، حيث سيكون مطالبًا بتحقيق نتائج إيجابية متتالية أمام منافسين أقوياء، مع الاعتماد على تعثر فرق أخرى في منتصف الجدول.
أما بيتيس، فينظر إلى هذه المباراة باعتبارها خطوة مهمة في مشوار استعادة هيبته الأوروبية، خصوصًا بعد نتائج متذبذبة في المواسم الماضية قارياً ومحلياً.
أصداء فنية وجماهيرية
على المستوى الجماهيري، تصدّر هدف ميغيل رودريغيز منصات التواصل بوصفه واحدًا من أجمل أهداف الجولة الأوروبية، إذ اعتبره كثيرون “هدف الموسم” بالنسبة لبيتيس حتى الآن، مقارنة بما شهده الفريق من أهداف خلال مشاركاته في الليغا واليوروبا ليغ.
كما أشادت تعليقات جماهيرية بتألق عبد الصمد الزلزولي وأدواره الهجومية الحاسمة، مع مطالبات بمنحه دقائق أكثر في مباريات الفريق المقبلة.
تحليليًا، ركزت التقارير الرياضية على قدرة بيتيس على إدارة المباراة تكتيكيًا رغم لحظات التراجع، وعلى استثمار خبرة عناصر مثل إيسكو وأمرباط في التحكم بإيقاع اللعب في وسط الملعب.
في المقابل، تعرض دفاع أوتريخت لانتقادات بسبب سوء التمركز وعدم التعامل الجيد مع الكرات الطويلة، خاصة في لقطة الهدف الخيالي من منتصف الملعب.
بهذا الانتصار، يرسل ريال بيتيس رسالة واضحة إلى منافسيه في الدوري الأوروبي بأنه حاضر لمواصلة المشوار حتى الأدوار النهائية، بينما يجد أوتريخت نفسه مضطرًا لإعادة حساباته سريعًا إذا أراد أن يتحول من مجرد ضيف عابر إلى خصم حقيقي على الساحة القارية.
وفي كل الأحوال، ستظل ليلة إشبيلية هذه مرتبطة في ذاكرة الجماهير بهدف من مسافة بعيدة قد يُكتب في سجل أجمل لحظات النسخة الحالية من اليوروبا ليغ.










