يشهد الدوري الأوروبي لموسم 2025-2026 مرحلة دوري نارية عنوانها السباق على المراكز الأولى المؤهلة مباشرة إلى ثمن النهائي، في ظل بروز أسماء مفاجِئة مثل ميتييلاند وفرايبورغ وفيرينتسفاروش إلى صدارة الترتيب على حساب أندية أكثر خبرة وشهرة.
وبينما تحاول أندية بحجم روما وبورتو وأستون فيلا تثبيت أقدامها في منطقة الأمان، يجد آخرون مثل فينورد ورينجرز ونيس أنفسهم في قاع الجدول تحت ضغط جماهيري وإعلامي متزايد.
شكل البطولة ووضع الجدولبنظامها الجديد، تُلعب مرحلة الدوري في اليوروبا ليغ بجدول موحّد يضم جميع الأندية في ترتيب واحد، حيث يحصل أصحاب المراكز من الأول إلى الثامن على بطاقات مباشرة إلى دور الـ16، بينما تخوض الأندية من التاسع إلى الرابع والعشرين ملحقاً إقصائياً من مباراتي ذهاب وإياب.
هذا النظام يجعل كل نقطة في الجولات المبكرة ذات قيمة مضاعفة، خاصة مع ازدحام الجدول واقتراب المواعيد الحاسمة قبل نهاية العام.
آخر التحديثات تظهر أن ميتييلاند الدنماركي وأستون فيلا الإنجليزي وفرايبورغ الألماني وفيرينتسفاروش المجري يتصدرون المشهد في المراكز المتقدمة، مستفيدين من انطلاقة قوية وتحقيق ثلاثة أو أربعة انتصارات في أول خمس جولات.
خلف هؤلاء تأتي أندية بخبرة أوروبية واسعة مثل بورتو وسيلتا فيغو وليل وبراغا وروما وليون، في المنطقة الآمنة التي تضمن على الأقل مكاناً في ملحق الأدوار الإقصائية إذا حافظت على نسقها الحالي.
صعود المفاجآت وسقوط الأسماء الكبيرةاللافت في هذه النسخة أن عدداً من الأندية المعروفة أوروبياً يعاني في مراكز متأخرة، حيث يظهر فينورد الهولندي مثلاً في منطقة الخطر برصيد ثلاث نقاط فقط من خمس مباريات، إلى جانب نيس الفرنسي متذيّل الترتيب دون أي نقطة رغم خوضه خمس مواجهات.
كما يجد رينجرز الإسكتلندي نفسه في مؤخرة الجدول بلا نقاط، في صورة تعكس حالة تراجع مقلقة لجماهيره مقارنة بمشاركاته السابقة في البطولات القارية.
في المقابل، تُسجّل أندية من شرق وشمال أوروبا حضوراً قوياً، مثل فيكتوريا بلزن التشيكي الذي حصد سلسلة نتائج إيجابية وضعته بين المراكز التسعة الأولى، إلى جانب بران النرويجي وباوك اليوناني ولودوغوريتس البلغاري، وجميعها في النطاق المؤهل للملحق الإقصائي حتى الآن.
هذا التوازن الجديد يخلق صورة دوري أوروبي أقل اعتماداً على الأسماء التاريخية وأكثر انفتاحاً على مفاجآت “أندية الظل” القادمة من دوريات أقل تسويقاً لكن أكثر تنظيماً على مستوى المشروع الرياضي.
سباق المراكز الحاسمة ومعارك الملحقمع بقاء جولة أو جولتين على ختام مرحلة الدوري، تتركز الأنظار على صراع المراكز الثمانية الأولى، خصوصاً بالنسبة لأندية مثل روما وبورتو وأستون فيلا التي تطمح لتفادي خوض ملحق إضافي يزيد عبء المباريات في النصف الثاني من الموسم.
مباراة روما أمام ميتييلاند على سبيل المثال توصف بأنها “مواجهة مفصلية”، إذ تجمع بين فريق إيطالي يملك خبرة نهائيات أوروبية أخيرة وفريق دنماركي لم يخسر حتى الآن في هذه النسخة
في الوسط، تدور معارك لا تقل شراسة بين فرق مثل سلتيك ودينامو زغرب وباناثينايكوس وبازل وشتوتغارت وغو أهيد إيغلز، التي تتصارع على البقاء داخل المراكز الأربعة والعشرين، كي لا تجد نفسها خارج الصورة القارية مبكراً.
أي تعثر في الجولات الأخيرة قد يدفع أحد هذه الأندية إلى خارج المنطقة المؤهلة، وهو ما يمنح مباريات الأسابيع المقبلة طابع “النهائيات المصغرة” حتى لو كانت في إطار مرحلة الدوري.
أبعاد مالية وفنية لنتائج الجدولالواقع الجديد للترتيب لا ينعكس فقط على الجانب الرياضي، بل يمتد إلى الحسابات المالية للأندية، حيث تضمن المراكز المتقدمة عوائد أكبر من جوائز البطولة وحقوق البث، إلى جانب تعزيز قيمة العلامة التجارية للفريق.
أندية مثل أستون فيلا وليل وسيلتا فيغو تدرك أن استمرارها في مناطق القمة الأوروبية يمنحها زخماً أمام لاعبيها وجماهيرها في ظل منافسة محلية شرسة في الدوريات الكبرى.
فنياً، يُنظر إلى أداء فرق مثل فرايبورغ وفيرينتسفاروش على أنه دليل على نجاح مشاريع تعتمد على بناء تشكيلة متوازنة وتوظيف قدرات المدرب، أكثر من الاعتماد على أسماء نجمية باهظة الثمن
في المقابل، يثير تراجع أندية مثل نيس ورينجرز وفينورد علامات استفهام حول جدوى السياسة الرياضية الحالية، خاصة مع وضوح الفجوة بين الطموحات المعلنة والنتائج المحققة على أرض الملعب.
ما ينتظر الدوري الأوروبي في الجولات المقبلة
الجولات القادمة من مرحلة الدوري تعد بمزيد من الإثارة، إذ قد تشهد حسم هوية بعض المتأهلين المباشرين إلى ثمن النهائي، إلى جانب رسم ملامح مواجهات الملحق التي تجمع بين أندية من مدارس كروية مختلفة تماماً.
كما أن أي سقوط جديد لأحد “الكبار” سيعزز من سردية أن اليوروبا ليغ لم تعد مجرد محطة عبور للفرق الآتية من دوري الأبطال، بل منصة تنافسية حقيقية قد تطيح بمن لا يحسن التعامل مع تفاصيلها التكتيكية والبدنية.
بين طموح الأندية المتوسطة لكتابة تاريخ جديد، ومحاولات الأسماء التقليدية إنقاذ هيبتها القارية، يبدو الدوري الأوروبي هذا الموسم في صورة بطولة “متمرّدة” على التوقعات المسبقة.
ومع اقتراب الأدوار الإقصائية، ستتحول كل مواجهة إلى اختبار لمدى قدرة هذه الأندية على ترجمة أرقام الجدول إلى بطولة حقيقية، لا مجرد صدارة مؤقتة في مرحلة دوري لا ترحم المتراخين.










