الخرطوم – ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلن وزير الإعلام السوداني خالد العيسير، الجمعة، مقتل تاج السر أحمد سليمان، مدير مكتب وكالة السودان للأنباء «سونا» في مدينة الفاشر، على يد قوات الدعم السريع داخل منزله في حي الدرجة، إلى جانب شقيقه، في حادثة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الممنهجة بحق الصحفيين والعاملين في القطاع الإعلامي منذ اندلاع الحرب.
وقال العيسير، في بيان رسمي، إن سليمان اختفى أثره منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في أكتوبر الماضي، مؤكدًا أنه “ظل ثابتًا في أداء رسالته الإعلامية، ومتمسكًا بقيم المهنة في أحلك الظروف، حتى لحظة اغتياله”.
وأشار الوزير إلى أن عددًا من الإعلاميين جرى اعتقالهم ونقلهم قسرًا إلى مدينة نيالا بجنوب دارفور، دون الكشف عن عددهم أو أوضاعهم داخل أماكن الاحتجاز.
نداء عاجل للمنظمات الدولية
ودعا العيسير المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحرية التعبير، إلى تحمّل مسؤولياتها والضغط من أجل الإفراج عن المختطفين، محذرًا من خطورة صمت المجتمع الدولي إزاء “استهداف الكلمة الحرة، ومحاولة طمس الحقيقة بقوة السلاح”.
ولم تصدر قوات الدعم السريع أي تعليق على هذه الاتهامات حتى لحظة كتابة الخبر.
اتهامات بالجرائم ضد المدنيين
وكانت قوات الدعم السريع قد فرضت سيطرتها على مدينة الفاشر الشهر الماضي، في خطوة أثارت مخاوف حقوقية واسعة، بعدما وُجهت إليها اتهامات من جهات محلية ودولية بارتكاب جرائم قتل جماعي وانتهاكات واسعة ضد المدنيين، ضمن حملة عسكرية متصاعدة في إقليم دارفور.
حرب مستمرة وواقع إنساني متدهور
وتشهد السودان حربًا ضارية بين القوات المسلحة والدعم السريع منذ أبريل 2023، تسببت في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 8 ملايين آخرين، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات من انهيار كامل لمؤسسات الدولة إذا استمرت العمليات القتالية دون حل سياسي.
حرية الصحافة تحت النار
وتؤكد منظمات مراقبة حرية الصحافة أن استهداف الصحفيين في السودان أصبح سلوكًا متعمدًا لحرمان المواطنين من المعلومات، ما يثير القلق حول مستقبل الإعلام واستقلاليته في البلاد، إذا استمرت الحرب في التوسع وابتلاع مساحات الحقيقة.










