مستقبل حسين الشحات مع الأهلي يدخل مرحلة «منعطف حاسم» خلال الأيام الأخيرة، بين عودة تدريجية من الإصابة، ومفاوضات معقدة لتجديد العقد، وعروض خارجية مغرية تهدد استمراره داخل القلعة الحمراء في انتقالات يناير.
اللاعب، الذي يبلغ 33 عامًا، يجد نفسه اليوم أمام مفترق طرق بين البقاء بفرص مشاركة أقل في فريق مليء بالنجوم في مركزه، أو خوض تجربة جديدة في دوري عربي يمنحه دقائق أكبر وراتبًا جيدًا قبل ختام مسيرته.
إصابة مزمنة وعودة تدريجية
يغيب حسين الشحات عن المشاركة مع الأهلي منذ تعرضه لإصابة بمزق في العضلة الخلفية خلال مباراة كهرباء الإسماعيلية في الدوري، وهي إصابة وصفتها التقارير الطبية بالقوية وتحتاج لفترة لا تقل عن 7 أسابيع للعلاج والتأهيل.
خضع اللاعب لبرنامج علاجي مكثف، شمل حقنه بالبلازما وجلسات علاج طبيعي، مع متابعة مستمرة من الجهاز الطبي الذي أكد وجود تحسن ملحوظ كل يومين تقريبًا.
آخر المستجدات الطبية كشفت أن الشحات أنهى تقريبًا مرحلته العلاجية، وبدأ بالفعل تنفيذ الجزء النهائي من برنامج التأهيل بالكرة، مع قرار بمشاركته تدريجيًا في التدريبات الجماعية عقب مباراة الأهلي أمام الجيش الملكي المغربي، تمهيدًا لعودته للمباريات.
طبيب الأهلي أوضح أن حالة اللاعب «مطمئنة» وأن الهدف هو تجهيزه فنيًا وبدنيًا دون تعجل، لتفادي تجدد الإصابة في منطقة حساسة كالعضلة الخلفية.
عقد معلّق وبند مثير للجدل
بالتوازي مع الملف الطبي، يشتعل في الكواليس ملف تجديد عقد حسين الشحات، حيث ينتهي عقده الحالي بنهاية الموسم، وتعمل إدارة الأهلي على وضع صيغة جديدة تربط استمراره بنسبة مشاركته في المباريات.
تقارير إعلامية كشفت عن مقترح يتضمن إضافة بند يسمح بالتجديد التلقائي لموسم ثالث إذا شارك اللاعب في 60% من مباريات الموسم الثاني في عقده الجديد، في إطار سياسة عامة لربط العقود بالعطاء الفني.
المفاوضات، وفق مصادر قريبة من النادي، تسير «إيجابيًا» من حيث نبرة الحوار، مع انفتاح من اللاعب على مناقشة البنود، لكن الواقع الفني يطرح تساؤلًا: كيف يحقق الشحات نسبة مشاركة مرتفعة في ظل المنافسة الشرسة على مركزه وعودته من إصابة طويلة؟
هذا البند، الذي تراه الإدارة وسيلة لضبط الإنفاق والعدالة بين اللاعبين، ينظر إليه البعض كشرط قد يسهّل خروج اللاعب في النهاية إذا لم يحصل على فرص كافية في التشكيل.
زحمة في مركزه وعروض خارجية مغرية
حسين الشحات يجد نفسه اليوم محاصرًا بأسماء ثقيلة في مركز الجناح بالأهلي؛ فالمنافسة تشمل أحمد سيد «زيزو»، وأشرف بن شرقي، ومحمود حسن «تريزيجيه»، وطاهر محمد طاهر، وأحمد عبد القادر، وجميعهم شاركوا مؤخرًا وتألقوا بدرجات متفاوتة.
هذا الاكتظاظ الفني جعل فرص الشحات في المشاركة أساسيًا أقل بكثير، خصوصًا مع التقدم في العمر، ما دفع اللاعب للتفكير جديًا في الرحيل خلال الانتقالات الشتوية يناير المقبل بحثًا عن دقائق لعب منتظمة.
في الخلفية، تحركت عدة أندية عربية لاقتناص الفرصة؛ حيث تحدثت تقارير عن عرض مغربي من نادي نهضة بركان، إلى جانب عرض سابق من الاتحاد الليبي كان قريبًا من الإتمام على سبيل الإعارة قبل أن يتراجع الأهلي بسبب تألق الشحات في إحدى قمم الدوري بعد تسجيله وصناعته للأهداف.
هذه العروض تمنحه فرصة لاستعادة بريقه في دوري أقل ضغطًا من الأهلي، مع امتيازات مالية معقولة قبل نهاية مسيرته الاحترافية.
الأهلي بين الرهان الفني ورغبة اللاعبداخل الأهلي، يظهر اتجاهان في طريقة التعامل مع ملف حسين الشحات؛ الأول يراه عنصر خبرة مهمًا داخل غرفة الملابس، قادرًا على تقديم الإضافة في المباريات الكبرى إذا استعاد كامل جاهزيته البدنية، خاصة أنه سبق وكتب اسمه في تاريخ النادي بأهداف حاسمة في البطولات الإفريقية.
هذا الاتجاه يميل إلى تجديد عقده بشروط مرنة، مع تقليل الاعتماد عليه أساسيًا لصالح الجيل الأحدث من الأجنحة.
الاتجاه الآخر، الأكثر براغماتية، ينظر للأمر من زاوية اقتصادية بحتة؛ لاعب يتقاضى راتبًا كبيرًا، في عمر 33 عامًا، مع سجل إصابات ومحاصرة بمنافسة شرسة في مركزه، ما يجعل فكرة بيعه أو تركه يرحل مجانًا خيارًا مطروحًا لتخفيف كتلة الأجور وفتح الباب لصفقات أصغر سنًا.
بين هذين المنظورين يقف اللاعب نفسه، الذي يدرك أن البقاء في نادٍ بحجم الأهلي مع دور ثانوي يختلف تمامًا عن الانتقال لنادٍ يمنحه فرصة لعب مستمرة ومركزًا أساسيًا.
رأي اللاعب ورسائله الإعلامية
في تصريحات تليفزيونية أخيرة، حرص حسين الشحات على نفي وجود أي أزمة شخصية مع إدارة الأهلي، مؤكدًا أنه لم يوقع حتى الآن على عقد جديد، وأنه يترك الأمر لوكيله وللنادي مع التركيز على العودة القوية من الإصابة ومساعدة الفريق متى سنحت له الفرصة.
اللاعب شدد على أن طموحه لا يزال قائمًا في التتويج بالمزيد من البطولات مع الأهلي، لكنه في الوقت نفسه لم يغلق الباب أمام فكرة الخروج إذا رأى أن حظوظه في المشاركة تراجعت بصورة لا تتناسب مع طموحاته.
حديثه عكس قدرًا من الواقعية؛ فهو يدرك أن سياسة الأهلي تغيرت فيما يخص العقود والأعمار السنية، وأن الأندية العربية الأخرى باتت خيارًا طبيعيًا لنجوم الفريق في مرحلة ما قبل الاعتزال، كما حدث مع أسماء عديدة سبقت في الطريق.
هذه الرسائل الهادئة لا تمنع من وجود توتر مكتوم في الكواليس، يتوقف حله على قرار نهائي في يناير: تجديد بشروط مقبولة، أو خروج محترم يليق بما قدمه اللاعب للفريق.
سيناريوهات يناير ورد فعل الجماهيرمع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، تبدو السيناريوهات المطروحة لمستقبل حسين الشحات محصورة بين ثلاثة مسارات: تجديد عقده مع الأهلي ببند نسبة المشاركة والاستمرار كعنصر خبرة مع دور فني أقل، أو خروجه على سبيل الإعارة لنادٍ عربي لاستعادة حساسية المباريات، أو بيع نهائي يمنح النادي واللاعب فرصة «بداية جديدة» في مكان آخر.
جماهير الأهلي نفسها تنقسم بين من يرى ضرورة الإبقاء عليه تقديرًا لتاريخه وروحه القتالية، ومن يطالب بتجديد دماء الفريق وعدم تجديد عقود اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين إلا بشروط صارمة.
في كل الأحوال، ستكشف الأسابيع القليلة المقبلة عن اتجاه واضح، خاصة مع عودته التدريجية للتدريبات، ومعرفة مدى اعتماد الجهاز الفني عليه بمجرد تعافيه الكامل من الإصابة.
وقتها فقط سيتضح ما إذا كان حسين الشحات سيكتب فصلًا جديدًا بقميص الأهلي، أم أن قصة اللاعب مع القلعة الحمراء اقتربت من صفحة الختام، في انتظار لون القميص التالي.










