تعيش الفنانة المصرية تيسير فهمى حالة إنسانية صعبة خلال الساعات الأخيرة، بعد أن فجِعت بوفاة نجل شقيقتها خالد، في خبر أحزن جمهورها وأعاد اسمها إلى واجهة السوشيال ميديا ووسائل الإعلام رغم ابتعادها الطويل عن الأضواء الفنية.
يأتي ذلك في وقت لم يكد يلتقط فيه جمهورها أنفاسه بعد أزمة صحية مر بها زوجها الدكتور أحمد أبو بكر مؤخرًا، قبل أن يعلن شفاؤه وخروجه من المستشفى، لتتأرجح حياة الفنانة بين الفقد والاطمئنان في أيام معدودة.
تفاصيل الواقعة الأخيرة ورد فعل الجمهور
أعلنت تيسير فهمى خبر وفاة نجل شقيقتها خالد عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتحول منشوراتها إلى ساحة عزاء افتراضية امتلأت بتعازي الجمهور وزملائها من الوسط الفني.
المواقع الإخبارية والمنصات الفنية سارعت إلى نقل الخبر والتعزية، مؤكدة أن الوفاة حدثت في الساعات الأولى من فجر السبت، ما ضاعف من حالة الحزن التي تحيط بالفنانة في هذه المرحلة من حياتها.
التغطية الإعلامية أضاءت كذلك على البعد الإنساني في شخصية تيسير فهمى، التى حرصت خلال السنوات الماضية على مشاركة الجمهور بعض تفاصيل حياتها العائلية، رغم تمسكها بالابتعاد عن الأضواء الفنية ورفض الظهور الإعلامي المتكرر.
هذا التفاعل كشف أن غيابها عن الشاشة لم يُضعف رصيدها لدى الجمهور، بل ربما زاد من تعاطف الناس معها كلما ظهرت في مشهد إنساني بعيد عن أجواء النجومية التقليدية.
أزمة زوجها الصحية وتفاصيل التعافي
قبل أيام قليلة من واقعة الوفاة، كانت الفنانة تيسير فهمى قد طمأنت محبيها بشأن الحالة الصحية لزوجها الدكتور أحمد أبو بكر، بعد تعرضه لوعكة استدعت نقله إلى مستشفى العلمين النموذجي لتلقي العلاج.
وأشارت التقارير إلى أن زوجها غادر المستشفى بعد تحسن حالته الصحية، مع استمرار المتابعة الطبية له في المنزل، حيث وجهت الفنانة كلمات شكر للفريق الطبي ولجمهورها على الدعاء والدعم.
هذه التطورات المتلاحقة بين خوف على حياة الزوج وفاجعة فقدان قريب مقرب تعكس حجم الضغوط الإنسانية التي تعيشها تيسير فهمى بعيدًا عن الكاميرات، في وقت يتجدد فيه النقاش حول غيابها عن الساحة الفنية رغم مكانتها الراسخة لدى الجمهور.
ويذهب بعض المتابعين إلى اعتبار أن ما تعيشه الفنانة اليوم يكرس صورة الفنانة التي اختارت أن تمنح الأولوية للأسرة والحياة الخاصة على حساب حضورها في المشهد الفني.
حقيقة الاعتزال وملف الغياب عن الشاشةعلى الرغم من شيوع وصفها بـ«المعتزلة»، إلا أن تيسير فهمى حسمت هذا الجدل في أكثر من مناسبة مؤكدة أنها لم تعتزل الفن رسميًا، لكن شائعات الاعتزال وغياب الأدوار المناسبة تسببا في تقليص ما يُعرض عليها من أعمال.
وأوضحت في تصريحات صحفية أنها لا تمانع من العودة إذا عُرض عليها عمل يحترم تاريخها وقيمها، مؤكدة أن الفن بالنسبة لها موقف ورسالة وليس مجرد حضور شكلي على الشاشة.
مصادر إعلامية عدة ربطت بين ابتعاد تيسير فهمى وبين مواقفها السياسية الواضحة بعد ثورة يناير، ومسارها في العمل العام وترشحها السابق للانتخابات الرئاسية، معتبرة أن جزءًا من الغياب يعود لاختياراتها الشخصية وجزءًا آخر لأجواء الصناعة وتوازناتها.
في المقابل يرى آخرون أن حالة الإقصاء غير المعلن عن شاشات الدراما طالت أكثر من اسم له مواقف صريحة، لتتحول بعض القامات الفنية إلى ضيوف شرف في الأخبار الاجتماعية لا في الأعمال الفنية.
تيسير فهمى بين الفن والسياسة
مسيرة تيسير فهمى ارتبطت مبكرًا بجملة من الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والسياسي، ما جعلها واحدة من الوجوه التي ارتبطت في ذهن الجمهور بقضايا المرأة والعدالة والحرية، قبل أن تعلن لاحقًا تركيزها على العمل السياسي والحزبي لفترة من الزمن.
خلال تلك المرحلة، صرحت في حوارات عديدة أن الفن والسياسة لا ينفصلان، وأن الفنان الحقيقي لا يمكنه أن يقف على الحياد تجاه ما يجرى في المجتمع، وهي مواقف كرّست صورتها كصوت «مشاغب» نسبيًا داخل الوسط.
تجربتها في الترشح للحياة النيابية والرئاسية، فضلًا عن نشاطها في بعض الكيانات السياسية، جعلتها حالة خاصة بين نجمات جيلها، حيث دفعت ثمنًا من حضورها الفني مقابل قناعتها بضرورة الانخراط في الشأن العام.
ومع مرور السنوات وابتعادها عن المشهد السياسي والإعلامي بنفس الزخم السابق، بدأ جزء من الجمهور يطالب بعودتها الدرامية باعتبارها قيمة مضافة لا يمكن تعويضها بسهولة.
صورة الفنانة اليوم في عيون الجمهورالأحداث الأخيرة أعادت طرح سؤال: أين هي تيسير فهمى فنيًا؟ فبين من يراها نموذجًا للفنانة التي تحترم نفسها وجمهورها وترفض التنازلات، ومن يعتبر أن انسحابها الطوعي سمح للسطحيات أن تتقدم في المشهد، يتحول اسمها إلى عنوان لنقاش أكبر حول تراجع نوعية الأدوار النسائية في الدراما.
متابعة الجمهور لتفاصيل أزماتها العائلية الأخيرة، من مرض الزوج إلى وفاة نجل الأخت، كشفت أن «حضورها الإنساني» لا يزال قويًا رغم تواريها عن «الحضور التجاري» في الأعمال الفنية.
وسط هذا كله، يبقى مستقبل تيسير فهمى مفتوحًا على أكثر من سيناريو: عودة هادئة بعمل واحد شديد الانتقاء يعيد تقديمها لجيل جديد، أو استمرار اختيارها لحياة خاصة بعيدة عن صخب الكاميرات، مع حضور متقطع في عناوين الأخبار الاجتماعية لا صفحات الفن.
وبين حزن الفقد وتعب المسؤوليات العائلية، لا تزال رسالتها المكررة في حواراتها الأخيرة حاضرة: «لم أعتزل، لكنني أرفض أن أعود لمجرد الظهور».










