على ضفاف النيل
منذ سنوات طويلة، تجلس ملكال على ضفاف النيل الأبيض كمدينة مثقلة بالذكريات. هي مدينة تعرف طعم الفرح في أعيادها، لكنها أيضًا تعرف مرارة الفقد في لياليها. منذ عام 2013، لم تنعم بالهدوء الكامل، إذ تتناوب عليها رياح الصراع، كأنها قدر لا ينتهي.
من وراء الستار
هناك من يحرّك الخيوط في الخفاء، يفضل أن تبقى المدينة في دائرة الانقسام، وأن يظل المواطن أسير الخوف بدلًا من أن يكون سيد الأمان. لا يظهرون في الصورة، لكن آثارهم واضحة: في الأسواق التي يغمرها القلق، في الطرقات التي يسيطر عليها التوتر، وفي المؤسسات التي تفتقد القوة والفاعلية.
السوق… مرآة المدينة
أمس، في سوق ملكال، دوّى صوت الرصاص، فأصيب اثنان من الأبرياء. السوق الذي يفترض أن يكون مكانًا للرزق والعيش، تحوّل إلى مرآة تعكس هشاشة الأمن، وإلى شاهد حي على أن المواطن يعيش بين الخوف والحرمان.
الدروس التي لم تُستوعب
منذ سنوات، تتكرر الأخطاء ذاتها: تغليب المصالح الضيقة، وإهمال المصلحة العامة. لم يُستوعب بعد أن الصراع لا يجلب سوى الموت والفقر، وأن التنمية لا تزدهر إلا في ظل السلام. المواطن، الذي لا يملك سوى حلم بسيط، يدفع الثمن كل مرة، كأن حياته رهينة لعبة لا يشارك فيها إلا كضحية.
مسؤولية التاريخ
الذين يقفون خلف الستار أمام اختبار تاريخي. إما أن يختاروا طريق الوحدة والسلام، أو أن يتركوا مدينتهم تنهار أكثر. التاريخ لا يرحم، والذاكرة الشعبية لا تنسى. من يصر على إبقاء ملكال في دائرة الفوضى، سيُسجل اسمه في صفحات الخزي، لا في سجل الإنجاز.
الطريق إلى النور
- حوار صادق يضع مصلحة المواطن فوق أي حسابات أخرى.
- مصالحة مجتمعية تعيد بناء الثقة بين أبناء أعالي النيل.
- مؤسسات قوية تحمي المدنيين وتمنع تكرار أحداث مثل إطلاق النار في السوق.
- تنمية حقيقية تعيد الأمل إلى المواطن وتثبت أن السلام ليس مجرد شعار.
ملكال مدينة تستحق أن تنام على ضفاف النيل بسلام، لا أن تبقى أسيرة الظلال. حادثة السوق الأخيرة ليست مجرد جرح في جسد المدينة، بل هي نداء صريح: كفى موتًا… آن أوان أن تنكسر دائرة الظلام، ويُفتح باب النور والتنمية.










