الخرطوم – 30 نوفمبر 2025
بحث رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مع الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، يوم السبت في مدينة بورتسودان، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطوير التنسيق السياسي والأمني، وفق ما نقلته وكالة السودان للأنباء (سونا).
وجاء اللقاء في وقت يشهد فيه السودان صراعًا محتدمًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الذي بدأ في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 12 مليون شخص، مما جعل الأزمة الإنسانية الأكبر في العالم.
توسيع التعاون الثنائي
وأوضح البرهان أن الاجتماع ركز على تفعيل التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتجارة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية وسبل دعم الاستقرار في المنطقة. وأكد أن السودان ملتزم بتطوير العلاقات الاستراتيجية مع إريتريا، والدفع بها نحو آفاق أوسع، مشيدًا بمواقف أسمرا الداعمة لوحدة واستقرار البلاد.
وأضاف البرهان أن التنسيق المشترك بين البلدين سيساهم في تحقيق مصالح الشعبين وتعزيز الأمن الإقليمي، مشيرًا إلى ضرورة مشاركة إريتريا بشكل أوسع في جهود الاستقرار في البحر الأحمر والمناطق الحدودية.
ردود إرتيرية داعمة
من جهته، أكد الرئيس الإريتري إسياس أفورقي دعم بلاده لوحدة السودان واستقراره، مجددًا رفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية. وأوضح أن استقرار السودان يعد شرطًا أساسيًا لاستقرار المنطقة بأكملها، مؤكدًا التزام إريتريا بتقوية الروابط الأخوية مع الخرطوم والعمل على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.
الوضع الأمني في السودان
ويأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار المعارك العنيفة في مناطق كردفان والشمال، حيث سيطر الجيش السوداني مؤخرًا على عدة مناطق استراتيجية بعد مواجهات عنيفة مع قوات الدعم السريع وحلفائها، فيما تسيطر هذه الأخيرة على معظم ولايات دارفور، مع استمرار نزوح السكان المدنيين.
كما يشهد النزاع محاولات إقليمية ودولية متكررة لوقف القتال، لكن التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم تهدأ، ما يجعل التنسيق مع الدول المجاورة مثل إريتريا أكثر أهمية لضمان استقرار الحدود ومنع توسع دائرة النزاع.
توقعات مستقبلية
يأمل السودان من خلال تعزيز العلاقات مع إريتريا في دعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام، ومواجهة تهديدات المسلحين، وتأمين طرق التجارة البحرية والبرية في شرق البلاد. ومن المتوقع أن يشمل التعاون المستقبلي برامج مشتركة للتدريب العسكري، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى مشاريع اقتصادية واستثمارية لتعزيز التنمية في مناطق الحدود المشتركة.










