تركيا تؤكد استمرار سعيها للانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي وتطالب بروكسل باتخاذ الخطوة التالية
وزير الخارجية التركي هكان فيدان يؤكد استمرار سعي تركيا للعضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي ويطالب تحرك بروكسل، مع التركيز على فرص السلام في أوكرانيا والتحديات الأمنية الإقليمية.
أنقرة – 30 نوفمبر 2025
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال زيارة رسمية إلى برلين أن تركيا لا تزال ملتزمة بالسعي للحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن الخطوة المقبلة يجب أن تأتي من بروكسل، وأن الإرادة السياسية في أوروبا يمكن أن تزيل بسرعة العقبات المتبقية أمام انضمام تركيا.
وأوضح فيدان، في مقابلة مع صحيفة Welt am Sonntag، أن تركيا تتوقع تحقيق تقدم موضوعي وعادل في مفاوضات الانضمام، مشيرًا إلى أن العوائق السابقة كانت نتيجة اعتراضات سياسية من بعض الدول الأعضاء وليست بسبب قضايا فنية تتعلق بعملية التفاوض.
وأضاف الوزير التركي أن أنقرة أوضحت بوضوح موقفها للرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرًا إلى أن تركيا ما زالت تعتبر الانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي هدفًا استراتيجيًا ومهمًا لضمان استقرار المنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي.
أبرز الملفات الإقليمية
على صعيد الصراع في أوكرانيا، أشار فيدان إلى أن كلًا من كييف وموسكو يبدو أنهما أكثر استعدادًا للتوصل إلى اتفاق سلام مقارنة ببداية الأزمة، مؤكدًا استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للموافقة على هدنة واتفاق سلام أوسع “تحت شروط معينة”. وأضاف أن تركيا تعمل كوسيط فعال في المفاوضات، وتنقل الإشارات بين الأطراف المعنية وتشارك في الجهود الدبلوماسية الجارية.
وحول التهديدات الروسية الهجينة، بما في ذلك الهجمات السيبرانية، شدد فيدان على أن تركيا واجهت روسيا مباشرة في عدة مناطق صراع، لكنها حافظت أيضًا على قنوات الحوار، مؤكدة على أهمية عدم الدخول في مواجهة دائمة مع الجيران.
الأمن الأوروبي والتعاون الإقليمي
قال الوزير التركي إن هناك ثلاثة محاور أساسية لمستقبل الأمن في أوروبا: النظام القائم على الناتو، الحاجة إلى تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية التي كشفت الحرب في أوكرانيا عن أوجه قصورها، ومناقشة دور الولايات المتحدة على المدى الطويل في القارة. وأضاف أن دول مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا وإيطاليا يجب أن تلعب دورًا قياديًا في هذه النقاشات.
وعن سوريا، أشار فيدان إلى أن البلاد تشهد تعافيًا تدريجيًا من الدمار الاقتصادي والحربي، لافتًا إلى عودة حوالي 500 ألف سوري طوعًا من تركيا إلى مناطقهم الأصلية، لكنه حذر من أن جهود الاستقرار الإقليمي تواجه مخاطر متزايدة بسبب الإجراءات الحالية لإسرائيل.
كما شدد هاكان فيدان على أن تركيا تواصل دعم الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، مع التزامها بعملية الانضمام، متوقعًا أن يؤدي وجود إرادة سياسية واضحة في بروكسل إلى إزالة العقبات المتبقية وتحقيق تقدم ملموس قريبًا.










