وافقت جامعة نورث وسترن الأمريكية (Northwestern University)، وهي جامعة خاصة مرموقة في إلينوي، على دفع تسوية كبيرة لإدارة ترامب وإجراء تغييرات جذرية في سياساتها، وذلك في إطار جهودها لاستعادة التمويل الفيدرالي للأبحاث الذي تم تعليقه.
وفقًا لإعلان صادر عن وزارة العدل الأمريكية ووكالات فيدرالية أخرى بتاريخ 29 نوفمبر (بالتوقيت المحلي)، وافقت الجامعة على دفع مبلغ 75 مليون دولار أمريكي (ما يعادل حوالي 110 مليار وون) لتسوية تحقيق إدارة دونالد ترامب في مزاعم انتهاكات الحقوق المدنية المتعلقة بـ معاداة السامية في الحرم الجامعي.
وكانت إدارة ترامب قد حجبت في أبريل الماضي تمويلًا بقيمة 790 مليون دولار عن الجامعة، مشيرة إلى فشلها في معالجة حوادث معاداة السامية في الحرم الجامعي بشكل مناسب، لتصبح نورث وسترن بذلك أول جامعة غير تابعة لـ “رابطة آيفي ليج” تفقد التمويل الفيدرالي.
شروط التسوية والتنازل عن مبادئ التنوع
تضمنت الاتفاقية التي أبرمتها الجامعة عدة شروط صارمة، أهمها:
التخلي عن مبادئ التنوع (Diversity Principles): وافقت الجامعة على التخلي عن مبادئ التنوع في إجراءات القبول والتوظيف، بناءً على طلب الإدارة الفيدرالية.
إلغاء اتفاقية المتظاهرين: ستلغي الجامعة الاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي مع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين داخل الحرم الجامعي.
تحقيق في معاداة السامية: ستباشر الجامعة تحقيقًا في حوادث معاداة السامية داخل الحرم الجامعي.
وقد تعرضت نورث وسترن لضغوط مكثفة بعد إدانة الجماعات اليهودية لاتفاق الرئيس السابق مايكل سيل مع المتظاهرين، والذي تضمن تقديم منح دراسية للطلاب الجامعيين الفلسطينيين مقابل إزالة مخيمات الاحتجاج. وتحت ضغط الإدارة الفيدرالية، استقال سيل من منصبه في سبتمبر الماضي.
حملة إدارة ترامب على الجامعات المرموقة
تأتي هذه التسوية ضمن حملة أوسع تقودها إدارة ترامب لممارسة ضغوط قوية على الجامعات الأمريكية المرموقة، بما في ذلك هارفارد وكولومبيا، للمطالبة بتعزيز الإجراءات ضد معاداة السامية وإلغاء سياسات التنوع.
وسبقت هذه الخطوة اتفاقيات مماثلة مع جامعات بارزة أخرى:
جامعة كولومبيا دفعت 200 مليون دولار (حوالي 300 مليار وون) في يوليو الماضي، جامعة كورنيل دفعت 60 مليون دولار، جامعة براون دفعت 50 مليون دولار.
وتشير هذه السلسلة من التسويات المالية والتغييرات السياسية القسرية إلى مدى الضغط الذي تمارسه الإدارة الفيدرالية على مؤسسات التعليم العالي الأمريكية في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحرب التي اندلعت في الحرم الجامعي منذ حرب غزة في أكتوبر 2023.










