رفض الناخبون السويسريون، اليوم الأحد، بأغلبية واسعة اقتراحا بفرض ضريبة بنسبة 50% على الميراث الذي يتجاوز 50 مليون فرنك سويسري (نحو 53.5 مليون يورو). وأظهرت التقديرات الأولية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية أن 79% من المشاركين في الاقتراع صوتوا ضد المبادرة، في نتيجة تعكس معارضة كبيرة لهذه الخطوة التي كان من المقرر أن تستخدم عائداتها في تمويل برامج موجهة للحد من آثار التغير المناخي.
هزيمة متوقعة لمبادرة “JUSOs”
قدم المبادرة الجناح الشبابي للحزب الديمقراطي الاجتماعي (JUSOs)، لكن النتيجة لم تكن مفاجئة، إذ بينت استطلاعات الرأي الأخيرة أن أكثر من ثلثي المستطلعين يرفضون الفكرة.
ورغم أن سويسرا تضم بعضا من أغلى المدن في العالم، ويواجه سكانها ارتفاعا في تكاليف المعيشة، فقد تابع المصرفيون والخبراء هذا التصويت عن كثب، معتبرين أنه اختبار لقدرة البلاد على تبني سياسات أكثر جرأة لإعادة توزيع الثروة.
مخاوف من هجرة الأثرياء
جاء الرفض السويسري في سياق دولي يتجه فيه بعض البلدان، مثل النرويج، نحو زيادة الضرائب على الثروة أو مناقشة ذلك بشكل علني.
وحذر منتقدو المبادرة—ومن بينهم الحكومة الفدرالية التي أوصت الناخبين برفضها—من أن فرض ضريبة بهذا الحجم قد يدفع الأثرياء إلى نقل أموالهم أو مغادرة سويسرا، مما سيؤدي إلى انخفاض العائدات الضريبية بدل زيادتها.
يعكس التصويت موقفا سويسريا واضحا ضد تغيير نظام الضرائب على الثروة بشكل جذري، رغم تزايد النقاش العالمي حول دور الأثرياء في تمويل التحولات الاقتصادية والبيئية. ومع هذه النتيجة، يبدو أن سويسرا ستواصل مسارها الضريبي التقليدي، مع الحفاظ على جاذبيتها كمركز عالمي للثروة والاستثمار.










