قلق أمريكي من احتمال حصول إيران على تكنولوجيا قنبلة أمريكية متطورة لم تنفجر في بيروت
تحوّل العثور على قنبلة أمريكية من طراز GBU‑39B لم تنفجر في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى أزمة جيوسياسية حساسة، وسط مخاوف في واشنطن من إمكانية استخدامها في الهندسة العكسية لتعزيز قدرات الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية ووكلائها في المنطقة.
وقالت منصة Defense Feeds الدفاعية إن ما حدث يثير قلقًا متزايدًا من احتمال وقوع تكنولوجيا عسكرية أمريكية فائقة التطور في أيدي خصومها العالميين.
سقوط قنبلة دقيقة وسليمة بالكامل
في 24 نوفمبر، أطلقت إسرائيل ثماني قنابل على منطقة حارة حريك الخاضعة لسيطرة حزب الله، لكن إحداها لم تنفجر وسقطت سليمة. وتشير تقارير إلى أن الذخيرة أصبحت في حوزة حزب الله والسلطات اللبنانية قبل وصول مطالبات واشنطن العاجلة باستعادتها.
وتُعد القنبلة GBU‑39B من أهم الذخائر الدقيقة ضمن الترسانة الأمريكية، إذ تمتلك تصميمًا منخفض البصمة الرادارية وتقدّر تكلفة الواحدة منها بين 70 و90 ألف دولار، فيما تكمن قيمتها الحقيقية في أنظمة التوجيه الإلكترونية والمواد المركّبة السرية المستخدمة في صناعتها.
واشنطن تخشى “أسوأ سيناريو”
مسؤولون أمريكيون أكدوا أن عدم انفجار القنبلة يشكّل “أسوأ سيناريو ممكن”، لأنه يمنح خصوم واشنطن فرصة لفهم تكنولوجيا مقاومة التشويش على نظام GPS والرقائق الدقيقة المرتبطة بها.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الوصول إلى هذه المكوّنات قد يساعد إيران وحلفاءها على تطوير دقة صواريخ “فاتح” والمسيّرات القتالية، كما سبق لدول مثل روسيا والصين استغلال بقايا معدات غربية في تطوير برامجها العسكرية.
لبنان بين واشنطن و حزب الله
إعادة الذخيرة إلى الولايات المتحدة ليست مهمة سهلة. فالقنبلة سقطت في منطقة نفوذ مباشر لحزب الله، ما يعقّد أي مسار رسمي لتسليمها، وسط تحذيرات أمريكية من أن تتحول القنبلة إلى ورقة ضغط سياسية أو أداة دعائية.
الحكومة اللبنانية تدرك أيضًا أن أي رفض للتعاون قد يفتح الباب أمام عقوبات أمريكية أو وقف مساعدات دولية.
الأمم المتحدة (يونيفيل) أبدت استعدادها للوساطة، لكن صلاحياتها محدودة في المناطق التي يسيطر عليها حزب الله.
تداعيات استراتيجية تتجاوز الشرق الأوسط
يرى مراقبون أن الحادث سيدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استخدام الذخائر الدقيقة في ساحات القتال، خشية أن يتم استرجاعها سليمة والاستفادة من تقنياتها.
وتحذّر تقارير أمنية آسيوية من أن الصين المتقدمة أصلًا في أنظمة منع الوصول A2/AD قد تستغل هذه الفرصة لتسريع أبحاثها التسليحية.
كما قد يدفع الأمر واشنطن إلى تشديد قيود تصدير الأسلحة الحساسة حتى على حلفائها في خطوط المواجهة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
حلول مقترحة: تدمير ذاتي وتشفير متقدّم
الواقعة أحيت نقاشًا حول ضرورة دمج آليات تدمير ذاتي في الذخائر المتقدمة لضمان عدم استرجاع المكوّنات الحساسة في حال إخفاق الانفجار.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تعمل على تطوير أنظمة تسمح بتعطيل الذخائر عن بُعد أو تشفير مكوّناتها بطريقة تمنع الاستفادة منها عند سقوطها.










