حسم بورتو آخر مبارياته على الساحة الأوروبية والمحلية بسلسلة نتائج إيجابية، أبرزها فوز عريض على نيس الفرنسي في الدوري الأوروبي بثلاثية نظيفة، ثم لقاء صعب في الدوري البرتغالي أمام إستوريل، في ظل استمرار صراع شرس على صدارة الترتيب مع سبورتنج وبنفيكا.
الفريق يواصل تقديم كرة عملية تعتمد على الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية بقيادة جابري فيجا وسامو أجيهوا، مع شبه غياب للأخطاء الفردية التي كلفته نقاطاً في مواسم سابقة.
ملامح آخر مباراة أوروبياً
في الدوري الأوروبي، قدّم بورتو واحدة من أقوى مبارياته هذا الموسم أمام نيس الفرنسي على ملعب دراجاو، حيث انتهت المواجهة بثلاثة أهداف دون رد، حملت توقيع جابري فيجا (هدفان) وسامو أجيهوا من ركلة جزاء في الشوط الثاني.
المباراة شهدت سيطرة شبه كاملة من بورتو على الاستحواذ وصناعة الفرص، مع استثمار جيد للكرات الثابتة والتحولات السريعة التي أربكت دفاع نيس.
هذا الفوز عزز موقف بورتو في مجموعته الأوروبية، واضعاً الفريق على مشارف التأهل المبكر إلى الأدوار الإقصائية، ومقدماً رسالة بأن النادي لا ينوي الاكتفاء بالمنافسة المحلية.
في المقابل، أظهرت الأرقام أن بورتو لم يُختبر دفاعياً بشكل كافٍ، وهو ما يترك علامات استفهام قبل مواجهة خصوم أقوى في الأدوار المقبلة.
بورتو في الدوري البرتغالي
على الصعيد المحلي، يستمر بورتو في صدارة الدوري أو بالقرب منها بأرقام مبهرة، إذ تشير النتائج الأخيرة إلى سلسلة انتصارات متتالية على فرق مثل فاماليكاو وسبورتنج براغا، مع حفاظ واضح على سجل شبه خالٍ من الهزائم في أول 12 جولة تقريباً.
الفريق حقق فوزاً صعباً أمام إستوريل في آخر ظهور له بالدوري، في مباراة غلب عليها الطابع التكتيكي والحذر الدفاعي من الجانبين.
جدول الترتيب يُظهر أن بورتو جمع أكثر من 30 نقطة مع فارق أهداف يفوق +20، ما يعكس قوة هجومية واضحة وقدرة على حسم المباريات بأقل عدد من الفرص، حتى إن لم يكن الأداء ممتعاً طوال التسعين دقيقة.
ورغم الضغط من سبورتنج وبنفيكا، لا يزال بورتو يمسك بزمام المبادرة في سباق اللقب، مستفيداً من ثبات النتائج خارج ملعبه.
نجوم اللقاء وأوراق المدرب
يُعد جابري فيجا أحد أبرز نجوم بورتو في المرحلة الحالية، بعدما ساهم بأهداف حاسمة وتمريرات مفتاحية في الدوري والدوري الأوروبي، بينما يواصل سامو أجيهوا تثبيت أقدامه كمهاجم أول للفريق مع معدل تهديفي مرتفع قياساً بعدد الدقائق التي يخوضها.
كما يبرز دور خط الوسط بقيادة ألان فاريلا وفروهولت في ضبط الإيقاع، وخلق التوازن بين الدفاع والهجوم، ما يمنح المدرب مرونة في تغيير الرسم التكتيكي أثناء المباراة.
خط الدفاع يظهر بصورة متماسكة، حيث تشير الأرقام إلى استقبال بورتو لأهداف قليلة جداً خلال آخر ست مباريات في مختلف المسابقات، وهو ما جعل الفريق من بين الأقوى دفاعاً في البرتغال هذا الموسم.
حارس المرمى، مستفيداً من غياب الأخطاء المؤثرة، لعب دوراً محورياً في تثبيت ثقة المجموعة، خاصة في المباريات الكبيرة مثل مواجهة بالميراس في مونديال الأندية التي انتهت بالتعادل السلبي بعد تألقه الواضح.
بين الإشادة والانتقاد
رغم النتائج الإيجابية، تتصاعد أصوات نقدية ترى أن بورتو يفتقر أحياناً إلى الإبداع الهجومي أمام الفرق التي تدافع بكتل منخفضة، حيث يميل إلى الحلول الفردية أكثر من الجمل الجماعية المنظمة.
هذه الرؤية تحذر من أن التفوق في الأرقام لا يكفي في مراحل الحسم، خاصة إذا واجه الفريق خصوماً يجيدون استغلال لحظات التراخي أو غياب التركيز.
مع ذلك، تبقى الصورة العامة لصالح المدرب ولاعبيه، إذ يُنظر إلى بورتو حالياً كفريق “براغماتي” يعرف كيف يفوز، حتى لو لم يكن الأكثر إمتاعاً في البرتغال، ما يفتح الباب أمام موسم قد يجمع فيه بين لقب محلي ومسار متقدم قارياً إذا استمر هذا النسق.
وبين المديح والانتقاد، يظل ملعب دراجاو مسرحاً لتأكيد أن بورتو لا يزال رقماً صعباً في كرة القدم الأوروبية والبرتغالية على حد سواء.










