بين حدود مكافِحة ودراويش مهزوزة: من المستفيد الحقيقي من استمرار هذا النمط من الانتصارات؟
حرس الحدود حقق فوزًا قاتلًا على الإسماعيلي كأس مصر بعد مباراة مثيرة امتدت حتى الدقائق الأخيرة، ليحجز بطاقة العبور إلى دور الـ16 في سيناريو درامي جديد لصدامات الفريقين هذا الموسم
. اللقاء جاء امتدادًا لصراع كروي متجدد بين الفريقين بعد تفوق الإسماعيلي عليه أيضًا في الدوري بنتيجة 3-1 خلال أكتوبر الماضي
سيناريو المباراة وأهدافها
مباراة حرس الحدود ضد الإسماعيلي أُقيمت على ملعب حرس الحدود في الإسكندرية ضمن منافسات دور الـ32 من بطولة كأس مصر موسم 2025-2026، وانطلقت في الثالثة عصر الإثنين 1 ديسمبر 2025 بتوقيت القاهرة
. بدأت الإثارة مبكرًا حين تقدّم حرس الحدود في الدقيقة 24 عن طريق محمد أشرف روقة، مستغلًا ارتباكًا دفاعيًا واضحًا في صفوف الدراويش سمح له بالتوغل والتسجيل
.الإسماعيلي تمكن من العودة في توقيت حاسم جدًا، بعدما أدرك المدافع محمد عمار التعادل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل من الضائع للشوط الأول (45+2)، ليعيد فريقه إلى أجواء اللقاء قبل الاستراحة ويمنح الجهاز الفني فرصة لإعادة ترتيب الصفوف نفسيًا وتكتيكيًا
. ومع التقدم في الشوط الثاني ظل التعادل قائمًا، قبل أن تشهد اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي سيناريو درامي حين خطف عمرو جمال هدفًا قاتلًا لحرس الحدود في الدقيقة 94 وفق رصد حي للأحداث، ليظن الجميع أن بطاقـة التأهل قد حُسمت لصالح أصحاب الأرض
دراما النهاية وتأثيرها على الإسماعيليرغم أن النقل اللحظي أشار إلى هدف حرس الحدود في الدقيقة 94، فإن التسجيل الرسمي لأهداف المباراة في ملخص الفيديو ووسائل الإعلام المصرية المتخصصة أكد في النهاية تفوق الإسماعيلي وتأهله، وهو ما يرجّح إلغاء هدف متأخر أو تعديلًا في النتيجة بعد مراجعة تقنية الفيديو أو قرار تحكيمي لاحق
. ما ثَبُت للجماهير في المحصلة هو أن الدراويش حسموا بطاقة العبور إلى دور الـ16 لكأس مصر، ليواصلوا تحسين صورتهم بعد مرحلة اهتزاز في الدوري المصري، رغم استمرار علامات الاستفهام حول الأداء الدفاعي في أكثر من مباراة
.المواجهة جاءت بعد أسابيع قليلة من لقاء الدوري الذي انتهى بفوز الإسماعيلي 3-1 على حرس الحدود في الجولة الحادية عشرة من دوري نايل، حين قلب الدراويش تأخرهم بهدف إلى انتصار بثلاثية عبر تألق أكثر من اسم هجومي في تشكيل الفريق، وهو ما رسّخ تفوقًا معنويًا واضحًا للإسماعيلي في سلسلة المواجهات الأخيرة
هذا السياق جعل من لقاء الكأس فرصة ثأرية لحرس الحدود، لكنه خرج منها خاسرًا على مستوى النتيجة، رغم تقديم أداء تكتيكي منظم لفترات طويلة من اللقاء
.قراءة فنية لمستوى الفريقينأرقام المواجهات السابقة تُظهر تقاربًا تاريخيًا بين الفريقين؛ إذ فاز حرس الحدود في 6 مباريات مقابل 5 انتصارات للإسماعيلي و5 تعادلات في آخر 16 مواجهة وفق إحصائيات حديثة، مع متوسط تهديفي يبلغ نحو هدف لكل فريق في المباراة الواحدة
. غير أن الواقع الحالي يميل لصالح الإسماعيلي الذي عرف كيف يستثمر أخطاء خصمه في الدوري ثم حسم بطاقة العبور في الكأس، حتى وإن جاءت بصعوبة ووسط كم كبير من الأخطاء الدفاعية
.على مستوى الصورة العامة، يخرج حرس الحدود من اللقاء بدرس قاسٍ حول ضرورة المحافظة على التركيز في اللحظات الحاسمة، خاصة أنه سبق وخسر مواجهات في بطولات مختلفة بسبب استقبال أهداف متأخرة، بينما يُجبر الإسماعيلي جهازه الفني على مراجعة المنظومة الدفاعية رغم التأهل، إذ إن استقبال أهداف مبكرة ومتأخرة في مباريات حاسمة يُنذر بمشكلات أكبر عند مواجهة منافسين أقوى في الأدوار المقبلة من الكأس والدوري










