“تعادل جديد ينذر بالأزمة… هل يفقد أنشيلوتي (أو خليفته) غرفة ملابس بيرنابيو؟”
ريال مدريد يعيش مرحلة نتائج إيجابية مع أداء يثير القلق، بعد تعادل جديد أمام جيرونا 1-1 في الدوري الإسباني جاء بعد سلسلة مباريات فقد فيها الفريق نقاطاً سهلة، ليبقى في المركز الثاني خلف برشلونة بفارق نقطة واحدة فقط.
ورغم انتصار مثير على أولمبياكوس 4-3 في دوري أبطال أوروبا، فإن ملف الإصابات الدفاعية والضغط البدني يظل العنوان الأبرز في أسبوع الملكي الأخير.
وضع ريال مدريد في جدول الدوري
جدول الدوري الإسباني 2025-2026 يضع ريال مدريد ثانياً برصيد 33 نقطة من 14 مباراة، خلف برشلونة المتصدر بـ34 نقطة، مع فارق أهداف +16 (29 هدفاً له و13 عليه).
سجل الفريق 10 انتصارات و3 تعادلات وهزيمة واحدة فقط، ما يعكس استقراراً رقمياً رغم الانطباع الجماهيري بأن الأداء لا يصل إلى سقف التوقعات.
آخر خمس جولات في الليغا تكشف تذبذباً واضحاً:
فوز كاسح على فالنسيا 4-0، ثم تعادل سلبي مع رايو فاييكانو، وبعده تعادل 2-2 مثير أمام إلتشي، وأخيراً تعادل 1-1 خارج الأرض أمام جيرونا.
هذه السلسلة جعلت ريال يهدر فرصة اعتلاء الصدارة منفرداً، وفتحت الباب أمام ضغط برشلونة وفياريال وأتلتيكو في سباق القمة.
آخر مباراة:
تعثر جديد أمام جيرونافي اللقاء الأخير أمام جيرونا، خرج ريال مدريد بنقطة يتيمة بعد تعادل 1-1، حيث تقدم أصحاب الأرض أولاً قبل أن يعادل كيليان مبابي النتيجة من ركلة جزاء، دون أن ينجح الملكي في قلب النتيجة رغم ضغطه في الشوط الثاني.
التقارير أشارت إلى معاناة دفاع ريال أمام التحولات السريعة لجيرونا وغياب الحلول الإبداعية في الثلث الهجومي الأخير باستثناء اجتهادات فردية من مبابي وبيلينجهام.
التعادل جاء بعد أيام من انتصار ملحمي 4-3 على أولمبياكوس في أثينا بدوري الأبطال، ما عزز التساؤلات حول قدرة الفريق على الحفاظ على التركيز الذهني والبدني بين المسابقتين في ظل قائمة إصابات طويلة في الخط الخلفي.
هذا التباين بين وجه أوروبي هجومي وآخر محلي أكثر حذراً يزيد من الضغط الإعلامي على الجهاز الفني.
مشوار دوري الأبطال:
انتصارات بأعصاب مشدودة على المستوى القاري، يملك ريال مدريد وضعاً جيداً في مجموعته بدوري أبطال أوروبا، بعد فوز على مارسيليا في مدريد، وانتصار عريض خارج الأرض على كايرات ألماطي، ثم فوز على يوفنتوس، وأخيراً مواجهات قوية أمام ليفربول وأولمبياكوس.
الخسارة بهدف دون رد أمام ليفربول خارج الديار وضعت بعض الضغط، لكن الفوز 4-3 في اليونان أعاد الفريق إلى مسار التأهل متصدراً أو وصيفاً للمجموعة.
طريقة النتائج الأوروبية – انتصارات بفارق ضئيل وأداء دفاعي مهتز – تجعل الجماهير منقسمة بين الثقة في “خبرة ريال مدريد القارية” والقلق من أن الأخطاء الدفاعية قد تكون قاتلة في الأدوار الإقصائية.
ومع ضغط المباريات، يصبح تدوير التشكيلة وإدارة دقائق اللاعبين نقطة اختبار أساسية للمدرب.
ملف الإصابات وعودة بعض النجوم
المشهد الأصعب في ريال مدريد حالياً هو ملف الإصابات، خصوصاً في الخط الخلفي؛ حيث تعرض إيدر ميليتاو لإصابة عضلية، وغاب أنطونيو روديجر لفترة قبل إعلان تعافيه، كما يعاني دين هويخسن من مشكلة في الركبة، إضافة إلى غياب داني كارفاخال.
القائمة تشمل أيضاً الحارس تيبو كورتوا الذي تعرض لوعكة معوية أبعدته عن إحدى المباريات، ليضطر ريال للاعتماد على بدائل مثل أندريه لونين أو حارس ثالث شاب في بعض المواجهات.
رغم ذلك، حملت تصريحات تشابي ألونسو – على رأس الجهاز الفني – بعض الأخبار الإيجابية، بتأكيد جاهزية روديجر وميليتاو للعودة لقائمة مباراة جيرونا، إلى جانب تحسن حالة فرانكو ماستانتونو الشاب.
هذه العودة التدريجية قد تمنح الخط الخلفي استقراراً أكبر في الأسابيع المقبلة، لكنها لا تلغي الحاجة للتعاقد أو تدعيم إضافي في الشتاء بحسب مراقبين.
قراءة فنية لمستوى الفريق
هجومياً، يعتمد ريال مدريد بدرجة كبيرة على ثنائي مبابي وبيلينجهام في صناعة الفارق، سواء بالتسجيل أو خلق الفرص، وهو ما تؤكده نسب المساهمة التهديفية العالية لهما في نتائج الفريق منذ بداية الموسم.
هذا التركيز على النجوم يجعل الفريق في أوقات كثيرة أقل تنوعاً هجومياً، خاصة إذا نجح الخصم في عزلهما أو تضييق المساحات بين الخطوط.
دفاعياً، أظهرت الهزيمة الثقيلة من أتلتيكو 5-2 في سبتمبر، ثم استقبال ثلاثة أهداف من أولمبياكوس، أن المنظومة تحتاج إلى تماسك أكبر في مراقبة منطقة الجزاء والكرات العرضية، إلى جانب تحسين الافتكاك في وسط الملعب.
ومع اقتراب فترة الأعياد وضغط الجدول، سيكون على ريال مدريد حسم عدة ملفات: تثبيت الشراكة الدفاعية، استعادة الصلابة في الليغا، وعدم التفريط في نقاط إضافية إذا أراد تحويل الوصافة الحالية إلى لقب جديد في نهاية الموسم.










