تنطلق منافسات كأس العرب 2025 في قطر اليوم 1
ديسمبر بمشاركة 16 منتخباً عربياً، في نسخة توصف بأنها الأكبر من حيث قيمة الجوائز المالية وحجم الزخم الإعلامي، مع دفاع الجزائر عن لقبها الذي حققته في الدوحة عام 2021.
تقام البطولة حتى 18 ديسمبر على ملاعب مونديال 2022 نفسها، وسط ترقب لصدامات قوية في دور المجموعات وبداية رهانات مبكرة على عودة منتخبات مثل مصر وتونس والمغرب إلى الواجهة عربياً.
شكل البطولة والمنتخبات المشاركة
هذه النسخة تُقام تحت لواء فيفا للمرّة الثانية فقط بعد تجربة 2021، مع تثبيت قطر كمستضيف لنسخ 2025 و2029 و2033، ما يجعل الدوحة “العاصمة الدائمة” لكأس العرب في العقد الحالي.
تمتد المنافسات من 1 حتى 18 ديسمبر، عبر 32 مباراة بين دور المجموعات والأدوار الإقصائية حتى النهائي في ملعب لوسيل تزامناً مع اليوم الوطني لقطر.
يشارك 16 منتخباً تم تحديدهم عبر تصفيات فاصلة شهدت عبور منتخبات مثل الكويت وسوريا وفلسطين وعُمان والبحرين والسودان وجزر القمر، لتلحق بالمنتخبات العربية الأعلى تصنيفاً كقطر والجزائر والمغرب ومصر وتونس والسعودية والإمارات ولبنان والأردن
وتبدو التركيبة مزيجاً بين منتخبات لعبت المونديال مؤخراً وأخرى ترى في كأس العرب فرصة ذهبية لاختبار جيل جديد على مسرح دولي دون ضغوط تصفيات كأس العالم.
الافتتاح… تونس × سوريا
وقطر × فلسطين
الافتتاح الرسمي يقام في ملعب أحمد بن علي، حيث تلتقي تونس بسوريا في أولى مباريات البطولة، في مواجهة تُصنَّف فنياً متكافئة لكنها تحمل ثقل اسم “نسور قرطاج” المرشحين دائماً للوصول بعيداً في البطولات العربية.
لاحقاً يواجه منتخب قطر نظيره الفلسطيني على ملعب البيت في سهرة تمزج بين الافتتاح الجماهيري والرسائل الرمزية، مع حضور قوي للجماهير العربية المقيمة في الدوحة.
تبدو هذه المباريات الأولى مؤشراً مبكراً على جاهزية المنتخبات الكبيرة ومدى تعاملها مع البطولة: هل ستخوضها بكامل نجومها أم ستمنح الفرصة للاعبين المحليين والشباب وسط ضغط روزنامة الأندية؟
تقارير المتابعة تشير إلى تحضيرات مكثفة للمنتخبات، من معسكرات مغلقة ومباريات ودية مخصّصة للانسجام مع حرارة الأجواء وطبيعة الملاعب القطرية.
الملاعب، الجوائز والتقنيةتستضيف ستة ملاعب المونديال البطولة، أبرزها لوسيل والبيت وأحمد بن علي وخليفة الدولي والمدينة التعليمية و974، مع طاقة استيعابية كبيرة تسمح بحضور جماهيري متنوع وبيئة تنظيمية مجرّبة من كأس العالم 2022.
وتؤكد فيفا أن جميع الملاعب جاهزة بأحدث أنظمة التبريد والبث التلفزيوني وتقنيات خط المرمى وحكم الفيديو المساعد.
النسخة الحالية تُقدَّم كواحدة من أعلى النسخ من حيث قيمة الجوائز المالية بإجمالي يتجاوز 30 مليون دولار تقريباً، مع توزيع تصاعدي للحوافز بين دور المجموعات والنهائي، في محاولة لرفع جدّية المشاركة وتخفيف حدة اعتراضات الأندية على استدعاء لاعبيها
كما تمنح البطولة نقاطاً معتمدة في تصنيف فيفا، ما يزيد من أهميتها لمنتخبات تسعى لتحسين موقعها قبل قرعة تصفيات المونديال القادمة.
المرشحون، التوقعات والجدلعلى صعيد الترشيحات، تُوضَع الجزائر حاملة اللقب في واجهة المشهد باعتبارها المرشح الأبرز للحفاظ على الكأس، مع وجود منافسين تقليديين مثل المغرب وتونس ومصر، إضافة إلى قطر صاحبة الأرض التي اعتادت استثمار عامل الجمهور في البطولات الأخيرة.
وتلفت تقارير فنية الانتباه إلى الأردن أيضاً، بعد تأهله التاريخي لكأس العالم وتحسّن مستواه في السنوات الأخيرة، ما يدفع البعض لوضعه في خانة “الحصان الأسود” المحتمل.
في المقابل، لا تغيب الأصوات المعارضة؛ فهناك من يرى أن ضغط الجدول بين تصفيات المونديال والتزامات الأندية يجعل بعض المنتخبات العربية تتعامل مع البطولة كـ“بطولة تجريبية”، ما قد ينعكس على جودة المباريات الأولى.
وتثار أسئلة حول تركّز الاستضافة في قطر لثلاث نسخ متتالية، بين من يعتبره استثماراً في بنية تحتية جاهزة ومن يراه تقليصاً لفرص دول عربية أخرى في تنظيم حدث قاري يلمّ الجمهور العربي حول ملاعبها.
في النهاية، تنطلق كأس العرب 2025 بين آمال بأن تتحول إلى منصة حقيقية لصناعة نجوم عرب جدد وتحسين صورة الكرة العربية دولياً، وبين مخاوف من أن تبقى أسيرة الحسابات التجارية والزمن الضيق في أجندة مزدحمة، ليبقى الحكم النهائي للجمهور وأداء المنتخبات على العشب القطري خلال الأسابيع المقبلة.










