سوريا تفوز وتعتذر… ومنتخب تونس يهاجم بلا أنياب: من المسؤول عن البداية الكارثية؟
منتخب سوريا حقق فوزًا تاريخيًا على منتخب تونس بهدف دون رد في افتتاح مشوارهما ببطولة كأس العرب 2025 في قطر، ليصدم وصيف النسخة الماضية ويشعل حسابات المجموعة الأولى مبكرًا
. المباراة أُقيمت على استاد أحمد بن علي وشهدت تفوقًا تونسيًا في الاستحواذ والفرص، لكن الفعالية الهجومية والصلابة الدفاعية مالت لصالح نسور قاسيون
ملعب المباراة وتفاصيل النتيجة
المواجهة بين تونس وسوريا جاءت ضمن الجولة الأولى من المجموعة الأولى في كأس العرب 2025، التي تضم أيضًا قطر وفلسطين، وأُقيمت مساء الإثنين 1 ديسمبر على ملعب أحمد بن علي في الريان
. دخل المنتخب التونسي المباراة بصفته أحد المرشحين للقب بعد وصوله لنهائي النسخة الماضية، بينما خاضها المنتخب السوري تحت لافتة “المفاجأة الممكنة” في ظل تواضع نتائجه في السنوات الأخيرة
.انتهت المباراة بفوز سوريا 1-0 بهدف سجله عمر خربين في الدقيقة 48 من ركلة حرة مباشرة نفّذها بإتقان، لتصبح أول أهداف البطولة في نسختها الجديدة وتضع تونس في موقف محرج منذ الجولة الأولى
. بهذه النتيجة حصد منتخب سوريا أول ثلاث نقاط ليتقدم في صراع التأهل، فيما تجمد رصيد تونس دون نقاط وتراجعت إلى المركز الرابع في ترتيب المجموعة بعد فوز سوريا وتعادل أو نتيجة قطر مع فلسطين في اللقاء الآخر
.مجريات اللقاء: سيطرة تونس وخطف سوريالشوط الأول شهد سيطرة شبه كاملة للمنتخب التونسي على الاستحواذ وصناعة الفرص، حيث هدد محمد علي بن رمضان، وإسماعيل الغربي، وفراس شواط مرمى الحارس السوري شاهر الشاكر بأكثر من تسديدة وعرضية خطيرة، لكن الدفاع السوري تماسك ونجح في إغلاق العمق والأطراف
. أغلب محاولات تونس جاءت من أطراف الملعب ومن كرات ثابتة، لكن غابت اللمسة الأخيرة وافتقد الفريق للسرعة في التحول من الوسط إلى الهجوم، ما منح الدفاع السوري فرصة لإعادة تنظيم صفوفه في كل مرة
.في المقابل، اعتمد منتخب سوريا على تنظيم دفاعي صارم والضغط في مناطق محددة، مع محاولة استغلال الكرات الثابتة والهجمات المرتدة عبر عمر خربين ومحمد السلقادي، دون تهديد كبير في الشوط الأول
. ومع بداية الشوط الثاني، جاء التحول الدرامي حين حصل السلقادي على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء، نفّذه خربين بذكاء ليهز شباك تونس ويتقدم لسوريا بهدف قلب موازين اللقاء تمامًا
.رد فعل تونس وتألق الشاكربعد الهدف السوري، اندفع نسور قرطاج بكل الخطوط للأمام، وأجرى المدرب سامي الطرابلسي تغييرات هجومية بإقحام مزيد من العناصر الهجومية في الدقائق الأخيرة، لكن كل المحاولات اصطدمت بتكتل دفاعي منظم وتألق لافت للحارس شاهر الشاكر
. الشاكر تصدى لتسديدات رأسية ومحاولات من داخل وخارج المنطقة، خاصة من معتز النفاتي وإسماعيل الغربي، وحافظ على نظافة شباكه حتى صافرة النهاية
.التوتر بدا واضحًا على لاعبي تونس في الدقائق الأخيرة، مع تسرّع في بناء الهجمة وارتفاع عدد الكرات المقطوعة، بينما نجح المنتخب السوري في امتصاص الضغط عبر تدوير الكرة وإجبار المنافس على ارتكاب الأخطاء التكتيكية في الوسط
. هذه الواقعية منحت سوريا فوزًا يوصف في الصحافة بأنه “أحد أبرز مفاجآت اليوم الأول من البطولة”
.وضعية المجموعة الأولى بعد المباراةخسارة تونس أمام سوريا عقدت مهمة نسور قرطاج في المجموعة الأولى، حيث بات الفريق مطالبًا بالفوز في المباراتين المتبقيتين أمام فلسطين ثم قطر للحفاظ على حظوظه في بلوغ ربع النهائي، خاصة مع امتلاك سوريا رصيدًا مبكرًا من النقاط قد يكفيها للتأهل حال تجنب الخسارة في باقي اللقاءات
. التقارير التونسية وصفت النتيجة بأنها “إهدار لنقاط كانت في المتناول” في ظل غياب الفعالية وعدم استثمار الفرص في الشوط الأول
.على الجانب الآخر، أشاد الإعلام العربي ببداية سوريا التي جاءت كرسالة بأن المنتخب لا ينوي لعب دور “الكومبارس” أمام تونس وقطر، بل سيقاتل على إحدى بطاقتي الصعود عن المجموعة
. الفوز على وصيف النسخة السابقة يمنح نسور قاسيون دفعة معنوية هائلة قبل مواجهة قطر في الجولة الثانية ثم فلسطين في الثالثة وفق جدول البطولة الرسمي
.دلالات فنية ومستقبل المواجهاتفنيًا، أظهرت المباراة أن تونس تعاني من خلل واضح في التحول الهجومي وقلة الحلول أمام الفرق التي تدافع بكتلة منخفضة، مع اعتماد زائد على الكرات العرضية دون تنويع كافٍ في الاختراق من العمق
. هذا الخلل سيحتاج إلى معالجة فورية قبل مواجهة فلسطين وقطر، وإلا قد يجد المنتخب نفسه خارج المنافسة مبكرًا رغم قامة تاريخه القاري والعالمي.في المقابل، قدمت سوريا نموذجًا ناجحًا لفريق يعرف قدراته ويلعب على نقاط قوة محددة: الانضباط الدفاعي، استغلال الكرات الثابتة، والرهان على لاعب حاسم مثل عمر خربين قادر على صنع الفارق من نصف فرصة
. وبين منتخَب يبحث عن استعادة هيبته (تونس) وآخر يحاول تثبيت عودته إلى الواجهة (سوريا)، تبدو هذه المباراة بداية حقيقية لإعادة رسم موازين القوى العربية في نسخة 2025 من كأس العرب.










