الأساطيل البحرية الروسية والأوكرانية تتقاتل قرب السواحل التركية، وتحويل المضائق التركية إلى ساحة صراع خفي يهدد الأمن الملاحي ويزيد التوتر الإقليمي، وسط تحذيرات أنقرة من مخاطر العمليات البحرية السرية
حيث تتواصل الهجمات الغامضة على ناقلات نفط روسية وأوكرانية قرب المياه التركية، وسط تحذيرات أنقرة من مخاطر على الملاحة والحياة البحرية، في سياق الحرب البحرية غير المعلنة بين موسكو وكييف.
حوادث متكررة وتورط تركي مباشر وغير مباشر
شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات والحوادث الغامضة التي استهدفت ناقلات نفط روسية وأوكرانية، مع تورط تركيا في كل حادث بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي حادثة محددة، أوضحت شركة Besiktas Shipping التركية تفاصيل ما حدث للناقلة M/T Mersin بين 27 و28 نوفمبر قبالة سواحل السنغال. وقالت الشركة في بيان رسمي إن حوالي الساعة 23:45 من يوم 27 نوفمبر وقعت أربع انفجارات خارجية أثناء رسو السفينة أمام داكار، ما أدى إلى تسرب مياه إلى غرفة المحركات. وأكدت الشركة أن الضرر ناتج عن قنابل خارجية وليس عطل فني. وتبلغ طول السفينة 183 مترًا، وتستطيع نقل 50 ألف طن من النفط الخام، وقد أبحرت مؤخرًا من ميناء تامان الروسي وكانت تعمل أيضًا على مسار نوڤوروسيسك.
هجمات جديدة قرب السواحل التركية
كما تعرضت ناقلتا نفط روسيتان تحملان علم غامبيا، Virat وKairos، لهجوم من طائرات بدون طيار في البحر الأسود ليلة 28-29 نوفمبر، أثناء توجههما نحو نوڤوروسيسك، على بعد أميال قليلة من السواحل التركية. وأفادت الإدارة البحرية التركية أن السفينة Kairos أبلغت عن “صدم خارجي” على بعد 28 ميلًا من الساحل، فيما تعرضت ناقلة ثالثة، Ferat، لانفجار منفصل على بعد 35 ميلًا شرقًا، مع اندلاع حريق في غرفة المحركات.
وفي اليوم التالي، أعلنت الاستخبارات الأوكرانية مسؤوليتها عن الهجمات، موضحة أن طائرات بحرية بدون طيار استهدفت ناقلات الأسطول الخفي الروسي. وأصدرت أنقرة بيانًا أدانت فيه هذه الأحداث، مشيرة إلى أن الهجمات وقعت داخل منطقة الاقتصاد البحري التركي و”مثّلت مخاطر جسيمة على الملاحة والحياة والسلامة البيئية”، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية، أونجو كيتشلي.
حادث ثالث في مضيق الدردنيل
أبلغت الإدارة التركية للأمن الساحلي أمس عن عطل في محرك ناقلة النفط Gas Catalina أثناء عبورها مضيق الدردنيل في طريقها من ليبيا إلى أوكرانيا، وتمت معالجة الحادث بواسطة فرق الطوارئ التي قامت بسحب السفينة إلى بر الأمان. وتشير مصادر تركية وروسية إلى أن الحادث قد يكون جزءًا من الحرب غير المتكافئة بين روسيا وأوكرانيا التي تستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد صرحت في 8 أكتوبر بأن موسكو تملك معلومات عن تعاون عسكري بين أوكرانيا والحكومة الليبية، يشمل تزويد كييف بالطائرات المسيرة وتدريب القوات، وربما عمليات منسقة في منطقة الساحل. ويُستبعد أن يكون عطل ناقلة الغاز في مضيق الدردنيل منفصلًا عن هذه العمليات السرية.
تسلط هذه الأحداث الضوء على تطور الحرب البحرية غير المعلنة بين موسكو وكييف، والتي وصلت إلى المياه القريبة من تركيا، مما يضع أنقرة في موقع حساس بين حماية الملاحة البحرية ومواجهة المخاطر الأمنية المحتملة من نزاع دولي متصاعد.










