أعلنت روسيا الاتحادية، يوم الإثنين 1 ديسمبر 2025، عن تحقيق مكاسب ميدانية كبرى في أوكرانيا، تمثلت في السيطرة الكاملة على مدينتين تعتبران شريان الحياة اللوجستي للقوات الأوكرانية في الشرق والشمال الشرقي.
وأفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، نقلًا عن وكالة “تاس” الروسية، بأن الرئيس فلاديمير بوتين تلقى تقريرًا من رئيس الأركان العامة، فاليري غيراسيموف، يؤكد “تحرير” مدينتي بوكروفسك (كراسنوارميسك) في منطقة دونيتسك شرق البلاد، فوفشانسك في منطقة خاركوف شمال شرق البلاد.
وجاء هذا الإعلان بعد أسابيع من التصعيد العسكري المكثف على الجبهات الشرقية. وقد أصدر بوتين تعليمات بتأمين الإمدادات الشتوية للقوات، في إطار خطة موسكو المعلنة سابقًا للسيطرة على إقليم دونباس بالكامل.
الأهمية الاستراتيجية للمدينتين
إذا تأكدت السيطرة الروسية على هاتين النقطتين، فإن ذلك سيمثل أكبر مكسب ميداني لروسيا منذ الاستيلاء على مدينة باخموت في مايو 2023، وقد يؤثر بشكل كبير على موازين القوى:
بوكروفسك (“مفتاح دونباس”): تُعد عقدة لوجستية حاسمة، حيث تربط الطرق الرئيسية والسكك الحديدية التي تغذي الجبهات الأوكرانية. السيطرة عليها ستسمح للقوات الروسية بفتح الطريق والتقدم نحو كوستيانتنيفكا.
فوفشانسك: يضع فقدانها ضغطًا إضافيًا على الجبهة الخاركوفية الشمالية، ما يعزز التهديد الروسي في الشمال الشرقي.
الرد الأوكراني: نفي القتال العنيف والدعاية
في المقابل، نفت كييف بشدة الادعاءات الروسية، مؤكدة استمرار القتال العنيف داخل المدينتين.
أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القتال مستمر وأنها تركز على إعادة التعزيزات إلى الخطوط الأمامية.
وصف مسؤولون أوكرانيون الإعلان الروسي بأنه “دعاية تهدف لتعزيز الروح المعنوية للقوات الروسية قبل دخول فصل الشتاء”.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة يوم 1 ديسمبر إن “لا عملية هجومية روسية ناجحة بالكامل”.
geopolitics السياق السياسي والتكاليف البشرية
يأتي الإعلان الروسي في توقيت حساس يسبق زيارة مرتقبة لممثل أمريكي محتمل، وسط ضغوط دولية بشأن محادثات وقف إطلاق النار. وتحاول موسكو استخدام هذه المكاسب الميدانية للضغط في أي مفاوضات مستقبلية.
التكلفة البشرية: يشير تحليل غربي إلى أن التقدم الروسي، رغم مكاسبه البطيئة (السيطرة على 5 آلاف كيلومتر مربع في 2025)، يظل باهظ التكلفة من حيث الخسائر البشرية في صفوف قواتها.
المطالب الأوكرانية: تواصل كييف مطالبة الدول الغربية بمزيد من الدعم العسكري لمواجهة الهجمات الجوية الروسية المتصاعدة، والتي استخدمت فيها روسيا أكثر من 800 مسيرة في سبتمبر 2025 وحده.










