يواجه أكثر من خمسة آلاف نازح داخل مراكز الإيواء في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور غرب السودان، مصيراً مجهولاً وخطر المجاعة، عقب التوقف الكامل لعدد من المطابخ الجماعية المجانية التي كانت المصدر الوحيد لطعامهم اليومي.
وأعلنت غرفة الطوارئ والمراكز الصحية بنيالا أن الأزمة الإنسانية في المدينة تقترب من مرحلة “الانهيار الكامل”، وذلك بعد أن توقفت سبعة مطابخ جماعية على الأقل عن العمل رسمياً بتاريخ 2 ديسمبر 2025، بسبب نفاد التمويل الكافي والمساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية والجهات المانحة.
الجوع يهدد الآلاف ونقص في الاحتياجات الأساسية
أوضحت غرفة الطوارئ أن الآلاف من النازحين، الذين يعتمدون اعتماداً كاملاً على الوجبات التي تقدمها هذه المطابخ، باتوا يواجهون الجوع التام. وتفاقمت الأوضاع المعيشية لتشمل نقصاً حاداً في الاحتياجات الأساسية الأخرى:
الغذاء والدواء: نقص حاد يهدد بتفشي الأمراض المعدية.
المياه النظيفة: شح في إمدادات المياه الصالحة للشرب.
المأوى والتدفئة: المراكز تفتقر إلى المأوى السليم، ويخشى النازحون، خاصة كبار السن والأطفال والنساء، من البرد القارس مع اقتراب فصل الشتاء.
وأشارت الغرفة إلى أن المشهد يتضمن أيضاً تقارير عن سرقات ونهب في المناطق المحيطة بمراكز الإيواء، مما يزيد من حالة التوتر والخوف بين النازحين.
تفاقم الأزمة في ظل استمرار الحرب
تأتي هذه الأزمة في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وفي وقت تشهد فيه نيالا تدفقاً مستمراً للنازحين. واستقبلت المدينة أكثر من 15 ألف نازح منذ بداية الحرب من مناطق كردفان والخرطوم والجزيرة، ما فاق قدرة الموارد المحدودة على الاستيعاب، وفقاً للوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية.
ويُذكر أن أزمة توقف المطابخ بسبب شح التمويل ليست الأولى، حيث تكررت حوادث مشابهة في مايو وأكتوبر 2025، وتم استئناف العمل مؤقتاً في يوليو بفضل تبرعات محلية، قبل أن تعود للتوقف مجدداً.
وفي سياق الأزمة الأوسع في دارفور، أُغلق مركز صحي في مخيم كلمة (شرق نيالا) في اليوم نفسه (2 ديسمبر)، مما يهدد 300 نازح آخرين بفقدان الرعاية الطبية.










