الرئيس المخلوع لغينيا بيساو أمارو سيسوكو إمبالو يغادر الكونغو إلى المغرب بعد الانقلاب العسكري، وسط ضغوط إقليمية من إيكواس لاستعادة النظام الدستوري واستكمال العملية الانتخابية، مع استمرار الغموض حول مستقبل السلطة في البلاد.
بيساو، 3 ديسمبر 2025 – بعد أقل من أسبوع بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق أمارو سيسوكو إمبالو في 26 نوفمبر، غادر إمبالو العاصمة الكونغولية برازاڤيل متوجهاً إلى الرباط، حيث وصل اليوم، وفق ما أفادت به صحيفة “Jeune Afrique”. ورافقه في الرحلة نحو عشرة من أقرب معاونيه، في خطوة تشير إلى بداية منفى طويل الأمد خارج بلاده.
وخلال فترة رئاسته، بنى إمبالو علاقات قوية مع المغرب، خاصة من خلال دعمه الثابت للموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية. كما أن غينيا بيساو تمتلك منذ عام 2010 قنصلية في مدينة العيون، ما يعكس عمق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مسار هروب الرئيس
بدأ إمبالو هروبه من البلاد بالانتقال إلى داكار بالسنغال، حيث مكث نحو أربعين ساعة قبل أن يُنقل إلى برازاڤيل في 29 نوفمبر على متن طائرة خاصة بتنسيق من وزارة الخارجية السنغالية.
وبعد الإطاحة به، نفى إمبالو ما تردد عن مشاركته في التخطيط لسقوطه بالتعاون مع الجنرال هورطا نتام، الذي يقود الآن السلطة العسكرية الانتقالية، واصفاً تلك الادعاءات بأنها “أخبار كاذبة”، وموضحاً أن كبار الضباط من الجماعة العرقية بالانتا هم من يتحملون المسؤولية. وقال: “لو كنت أنا من نظم هذا الانقلاب، لكنت ما زلت في السلطة”.
الوضع الداخلي وملاذ المعارضين
في المقابل، قدمت نيجيريا ملاذاً سياسياً للمعارض فرناندو دياز دا كوستا، الذي نافس إمبالو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في سفارتها بالعاصمة بيساو. ويعتقد أن دا كوستا ما زال يقيم في مكان آمن داخل المدينة، في ظل الوضع الأمني المتوتر.
الوضع السياسي في غينيا بيساو ما زال متقلباً، بعد أن منعت السلطات العسكرية أي تجمعات أو احتجاجات عقب مظاهرات شارك فيها المئات للمطالبة بالإفراج عن المعارضين واعتماد نتائج الانتخابات، بينما عادت خدمة الإنترنت للعمل جزئياً.
ضغوط إيكواس والمجتمع الدولي
تتواجد في البلاد حالياً وفود من الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) برئاسة جوليوس مادا بيو، رئيس سيراليون، لإقناع العسكريين بالتنحي وإعادة النظام الدستوري. وطالبت إيكواس بالإعلان عن نتائج الانتخابات واستكمال العملية الانتخابية بشكل قانوني، محذرة من إمكانية فرض عقوبات خلال قمة رؤساء الدول المقرر عقدها في 14 ديسمبر بأبوجا.
سيناريو “الانقلاب الرمزي”
أثارت بعض التحليلات، بما فيها تقييم الرئيس النيجيري الأسبق غودلاك جوناثان، احتمال أن يكون الانقلاب العسكري بمثابة خطوة رمزية لتجنب خسارة إمبالو في الانتخابات، خصوصاً أن الجنرال نتام ورئيس الوزراء السابق في حكومة إمبالو يشغلان الآن مواقع قيادية ضمن السلطة العسكرية الانتقالية.
أزمة العملية الانتخابية
لم تتمكن اللجنة الانتخابية من استكمال فرز الأصوات بعد أن اقتحم مسلحون مجهولون مكاتبها، وصادروا أوراق الاقتراع ودمروا الخوادم التي تحتوي على النتائج. وقال مسؤول اللجنة إدريسا دجالو: “لا تتوافر لدينا الإمكانيات المادية واللوجستية لإتمام العملية الانتخابية”، موضحاً أن الأجهزة والخوادم واللوائح الانتخابية تمت مصادرتها أو تدميرها خلال أحداث الانقلاب، ما يجعل من المستحيل استكمال الانتخابات دونها.










