في خطاب رئيسي وُصف بأنه “دعوة للتحرك”، وجه المعمم الشيعي محمد التوحيدي، الباحث الشيعي الأسترالي المقيم في كندا والمعروف بـ “إمام السلام”، تحذيراً غير مسبوق في البرلمان الكندي، أكد فيه أن جماعة الإخوان المسلمين (MB) لا تُمثل “تهديداً للأمن القومي اليوم أكبر من أي كيان آخر”.
جاء ذلك خلال المنتدى البرلماني للسلام والأمن الذي عقده المجلس العالمي للأئمة (GIC) ومؤسسة تريندز للأبحاث والاستشارات (TRENDS) في أوتاوا، وحضره نواب وبرلمانيون وقادة دينيون.
حث كندا على التصنيف الإرهابي
في حديثه أمام جمهور ضم نواباً من الحزبين وحاخامات وقادة دينيين، حثّ التوحيدي – الحاصل على الماجستير في مكافحة الإرهاب – الحكومة الكندية على اتخاذ إجراءات فورية تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، والتحقيق في تمويلها وشبكاتها، والتوافق مع الجهود الدولية لتفكيك نفوذها.
ووصف التوحيدي الجماعة، التي تأسست عام 1928، بأنها ليست مجرد حركة سياسية، بل هي “المهد الأيديولوجي” للمنظمات الجهادية الحديثة، مؤكداً أن “أيديولوجيتها التطبيقية” ألهمت تنظيمات مثل القاعدة وداعش وحماس.
مقارنة مع الإمارات وتحذير من “الثغرة”
سلط التوحيدي الضوء على عدة نقاط مثيرة للقلق تتعلق بنشاط الجماعة في كندا حيث أشار إلى أن الجماعات المرتبطة بالإخوان في كندا تنظم مسيرات بعد 7 أكتوبر 2023، رافعين أعلام كيانات مصنفة إرهابية.
وانتقد المعمم الشيعي “غياب” كندا عن الردود الدولية، مذكراً بأن الإخوان محظورون في مصر (2013)، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة (2014).
وحذر التوحيدي من أن كندا “تُخاطر بأن تُصبح ثغرة” لأنشطة الإخوان المسلمين، خاصة في ظل تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة وإعلان حاكم تكساس جريج أبوت في نوفمبر 2025.
الضرر الأيديولوجي ودعوة للشفافية
استناداً إلى “موسوعة الإخوان المسلمين” المؤلفة من 35 مجلداً (التي أصدرتها مؤسسة TRENDS)، طالب التوحيدي بإجراء “تحقيق حكومي” في تأثير الجماعة على كندا على مدى 60 عاماً، مشيراً إلى أن الإخوان “تستغل” الإسلام و”الأخوة” لتعزيز الانقسام، وحثّ كندا على إعطاء الأولوية للأمن الفكري.
واختتم التوحيدي خطابه بالقول: “إذا كنا جادين في حماية ديمقراطيتنا، فعلينا أن نكون جادين في مواجهة الشبكات التي تسعى إلى زعزعة استقرارها”، مطالباً بـ “التصنيف الفوري والشفافية” بشأن تمويل الإخوان المسلمين.
وقد شارك في المنتدى الرئيس التنفيذي لمؤسسة TRENDS، الدكتور محمد عبد الله العلي، الذي أكد على ضرورة “الشجاعة والوضوح الأخلاقي” في مواجهة هذه الأيديولوجيات. ويأتي هذا التحذير القوي ليضع نفوذ الجماعة في كندا تحت مجهر التساؤل والتحقيق.










