في تصعيد لافت للخطاب الدبلوماسي، اتهم مسؤول أمني تركي كبير (لم يكشف عن هويته) يوم الثلاثاء إسرائيل واليونان بمحاولات مكثفة لمنع تركيا من الحصول على مقاتلات F-35 Lightning II الأمريكية وEurofighter Typhoon الأوروبية.
وأكد المسؤول أن أنقرة نجحت في تجاوز هذه العراقيل عبر تطوير منظومتها الدفاعية داخليا، مشيرا إلى أن تركيا أصبحت اليوم تمتلك “أفضل الدفاعات الجوية والطائرات المسيرة المقاتلة في العالم”.
وأضاف أن هذه القدرات تمثل “ردا قويا على كل محاولات الاحتواء”، مع الإشارة إلى اقتراب دخول الطائرة المقاتلة المحلية من الجيل الخامس، TAI Kaan، إلى الخدمة الفعلية.
عرقلة مزعومة في صفقات الأسلحة
وفقا للمسؤول، سعى الجانبان الإسرائيلي واليوناني إلى الضغط على واشنطن وشركاء أوروبيين (مثل بريطانيا وألمانيا) لإيقاف صفقات الأسلحة مع أنقرة.
صفقة F-35:
تأتي هذه الاتهامات في ظل توترات إقليمية، خاصة بعد موافقة الولايات المتحدة في 2024 على بيع F-35 لليونان، مما أثار قلق أنقرة من اختلال التوازن الجوي في شرق المتوسط. وقد عارضت إسرائيل عودة تركيا إلى برنامج F-35، لاعتباره يهدد تفوقها الجوي. وكانت تركيا قد طردت من البرنامج عام 2019 بعد شرائها أنظمة S-400 الروسية.
صفقة Eurofighter:
كما زعم المسؤول أن اليونان ضغطت لمنع تجهيز طائرات Eurofighter (التي وقعت أنقرة اتفاقا أوليا لشرائها في يوليو 2025) بصواريخ Meteor المتقدمة.
الاعتماد على “القوة المحلية”
شدد المسؤول على أن تركيا “تنتج أسلحتها بأيديها”، مبرزا نجاحات البلاد في الإنتاج المحلي التي جعلتها “لاعبا عالميا في صناعة الدفاع”، حيث تتجاوز صادراتها 4 مليارات دولار سنويا.
وأشار إلى نجاحات في الدفاعات الجوية مثل نظام “Steel Dome” (الذي يشمل SİPER وHİSAR)، والطائرات المسيرة مثل Bayraktar TB2 وAksungur، التي أثبتت فعاليتها في مناطق صراع متعددة.
ووصف المسؤول المقاتلة المحلية TAI Kaan بأنها “شبحية ومتطورة جدا” وذات قدرات قد تتفوق على F-35 في بعض الجوانب. ومن المتوقع أن تدخل الطائرة الخدمة في الفترة ما بين 2028-2032، في خطوة توصف بأنها “قفزة نوعية” للجيش التركي.
تداعيات إقليمية
التصريحات التركية تعكس استراتيجية للضغط على واشنطن ولندن، لكنها أثارت ردود فعل متباينة:
إسرائيل:نفت الاتهامات، معتبرة أن معارضتها لعودة تركيا لبرنامج F-35 هي “مسألة أمن قومي”.
اليونان أعربت عن قلقها من “التفوق التركي” في بحر إيجه.
ويرى هذا التصعيد كجزء من سباق تسلح متزايد في الشرق الأوسط، حيث تسعى تركيا للحفاظ على توازن القوى مع جيرانها. ومن المنتظر متابعة التطورات، خاصة مع محادثات مرتقبة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير 2026.










