في تصعيد دبلوماسي غير متوقع، وجه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، الأربعاء 3 ديسمبر 2025، ردا شديد اللهجة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد تهديدات الأخير بشن ضربات عسكرية محتملة ضد كولومبيا بسبب ما وصفه “دورا في تهريب المخدرات”.
وقال بيترو في تصريح علني عبر منصته على “X”: «لا توقظ النمر… مهاجمتنا تعني إعلان حرب». وحذر من أن أي اعتداء على سيادة كولومبيا سيكون “خطا أحمر” يستدعي “رد فعل قاسيا وغير متوقع”.
وأضاف أن بلاده دمرت معامل مخدرات بوتيرة عالية منذ توليه الرئاسة، قائلا إنه “يدمر مختبر مخدرات كل 40 دقيقة” بجهود محلية — في إشارة إلى التزام كولومبيا بمكافحة المخدرات من دون الحاجة إلى صواريخ أو تهديدات خارجية.
خلفية التصعيد
خلال اجتماع لمجلس الوزراء الثلاثاء، قال ترامب إن أي دولة تصدر مخدرات إلى الولايات المتحدة “قد تتعرض لهجوم عسكري”، وذكر كولومبيا بصفتها مصدرا رئيسا للكوكايين.
تهديدات ترامب جاءت وسط حملة تصعيد عسكري من قبل الولايات المتحدة تستهدف مراكب يشتبه بأنها تنقل مخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
تبعات الدبلوماسية
رد بيترو يعكس أزمة هي الأشد منذ سنوات في العلاقة بين واشنطن وبوغوتا، إذ يهدد بتحويل تعاون مكافحة المخدرات إلى عداوة مفتوحة إذا ما استمرت التهديدات.
المحللون يحذرون من أن أي ضربة أمريكية إلى كولومبيا قد تؤدي إلى “رد إقليمي غير مسبوق”، وربما تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، خصوصا أن كولومبيا لطالما كانت شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في مكافحة الاتجار بالمخدرات.
يمثل التوتر الأخير بين الولايات المتحدة وكولومبيا أكثر من مجرد تبادل تصريحات؛ إنه انعكاس لتحول بنيوي في العلاقات بين البلدين بعد عقود من الشراكة الأمنية الوثيقة. وفي ما يلي تفصيل لأبعاد هذا التصعيد:
ولم تكن تصريحات الرئيس غوستافو بيترو مجرد رد فعل غاضب، بل كانت محاولة مدروسة لإعادة صياغة العلاقة مع الولايات المتحدة من موقع “شبه الندية”.
عبارة “لا توقظ النمر… مهاجمتنا تعني إعلان حرب” تحمل رسائل متعددة:
رفض ضمني لسياسة الهيمنة الأمريكية, خصوصا في ملف المخدرات الذي لطالما استخدمته واشنطن كأداة ضغط.
تعزيز صورته كقائد سيادي أمام الرأي العام المحلي واليسار الإقليمي.
إبراز قدرة كولومبيا على مواجهة التهديدات في لحظة تحاول فيها بلدان أمريكا اللاتينية الابتعاد عن التبعية الأمنية لواشنطن.
بيترو يدرك أيضا أن تصعيده يمنحه دعما داخليا، خصوصا بين الشباب والطبقة اليسارية التي ترى في سياسات ترامب “عودة إلى التدخلية الأمريكية”.










