تقرير يكشف انتقال ملف التسليح من روسيا إلى بكين واندفاع صيني لتزويد طهران بدفاعات متقدمة
أفاد تقرير نشرته مجلة “إنسايدر” أن الصين تتقدم بخطوات متسارعة نحو أن تصبح المورّد الأساسي والأكثر فاعلية للسلاح الإيراني، في وقت تشهد فيه العلاقات العسكرية بين طهران وموسكو حالة من التباطؤ الحاد، خصوصًا بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران وأدّت إلى تدمير بنى دفاعية إيرانية حساسة.
ووفق التقرير، تجد طهران نفسها في سباق مع الزمن لتعويض ما فقدته خلال تلك الضربات، إلا أن روسيا—الحليف التقليدي—تبدو غير قادرة أو غير راغبة في تسليم الأسلحة المتفق عليها، وعلى رأسها مقاتلات “سوخوي–35” وأنظمة دفاع جوي متطورة، وهو ما دفع إيران للاتجاه بقوة نحو الصين.
روسيا تتباطأ… والصين تملأ الفراغ
المقال أوضح أن التأخيرات الروسية لم تعد مجرد “بطء بيروقراطي”، بل باتت تنعكس على قدرة إيران الدفاعية مباشرة.
وقد أعلن الكرملين مؤخرًا أن التزاماته تجاه طهران تأثرت بالهجمات الإسرائيلية، في حين اضطرت موسكو لتعويض جزء من التأخير عبر تزويد إيران بعدد محدود من مقاتلات “ميغ–29”، وهي خطوة وصفها التقرير بأنها رمزية لا تغيّر شيئًا في ميزان القوى.
أما بالنسبة لمنظومات S-400، فبينما تؤكد مصادر من الحرس الثوري وصول بطارية واحدة إلى أصفهان، فإن مفاوضات شراء مزيد من الوحدات لا تزال “بطيئة ومجهدة” من وجهة النظر الإيرانية.
الصين: توريد أسرع… وحماسة أكبر
على النقيض، يشير تقرير إنسايدر إلى أن الصين أظهرت خلال العامين الماضيين اندفاعًا واضحًا لتسليح إيران، خاصة في مجال الدفاع الجوي.
فقد وقّعت طهران عقدًا مع بكين لشراء منظومات HQ-9 المتقدمة، ووصل نصف الطلبية خلال شهرين فقط، في سرعة “لا يمكن مقارنتها بأداء روسيا”، وفق ما نقلته المجلة عن مصادر بالحرس الثوري.
الصين لم تكتفِ بالتسليم السريع، بل أرسلت أيضًا خبراء وفنيين لتركيب الأنظمة وتدريب الطواقم الإيرانية، كما مهدت الطريق أمام مفاوضات لبيع مقاتلات J-10C في المستقبل القريب.
وكانت تقارير سابقة—بينها منشور في مجلة ذا ناشيونال إنترست—قد أكدت أن وفدًا عسكريًا إيرانيًا زار الصين بعد الدمار الذي لحق بالدفاعات الجوية الإيرانية للتفاوض حول صفقات تسلح جديدة تشمل المقاتلات والصواريخ الدفاعية.
قدرات دفاعية محدودة… ورهان على الصواريخ
التقرير شدّد على أن حيازة عدد محدود من منظومات S-400 وHQ-9 لن يكون كافيًا لمواجهة ضربات جوية مكثفة من إسرائيل، خصوصًا إذا شاركت الولايات المتحدة في العمليات.
حتى لو حصلت إيران على المقاتلات الروسية والصينية بالوتيرة المطلوبة، فإن فترة تدريب الطيارين ستؤخر قدرة طهران على استثمار أي تفوق جوي.
أن الرهان الأهم لإيران سيظل منصبًا على برنامجها المحلي للصواريخ الباليستية، باعتباره السلاح الأكثر جاهزية في أي مواجهة مستقبلية.










