شدد أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، على تمسك الحزب بخيار الدفاع عن لبنان في مواجهة ما وصفه بـ”الطاغوت” والتهديدات الإسرائيلية، مؤكدا استعداد الحزب لـ”التضحية إلى أقصى الحدود”.
وجاءت تصريحات نعيم خلال مهرجان “نجيع ومداد” الذي نظم في مرقد حسن نصر الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، تكريما لـ”العلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس”، وفي مقدمتهم الأمينان العامان السابقان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
انطلق المهرجان عند الساعة 2:30 عصرا بحضور شعبي واسع، وسط استمرار التوترات على الحدود الجنوبية بعد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024.
رسائل سياسية وعقائدية
في خطابه، دعا قاسم إلى التمسك بالمشروع الإسلامي والسيادة الوطنية، مشيرا إلى أن الحزب “تربى على حب الوطن، والإيمان بحرية التعبير وإقامة الدولة”، معتبرا أن الالتفاف الشعبي حول “حزب الله” هو نتيجة التزامه بهذا المشروع، إضافة إلى دور العلماء والمبلغين.
وقال قاسم:”سندافع عن أنفسنا وأهلنا وبلدنا، ونحن مستعدون للتضحية إلى أقصى الحدود.”
ووصف قاسم إسرائيل والقوى الغربية بـ”الطاغوت” و”المستكبرين” الذين “يخشون نموذج المقاومة القائم على العزة والكرامة”، مضيفا أن هؤلاء “لا يريدون للبنانيين أن يعيشوا حياة مستقلة وحرة”.
تحالفات داخلية راسخة
وتوقف قاسم عند العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، معتبرا التحالف معه منذ عام 2006 “نموذجا ناجحا لعلاقة وطنية بين المقاومة وقوة مسيحية مؤثرة”.
وأكد أن تجربة الحزب “لم تكن يوما معزولة”، بل اتسمت بـ”التعاون ومد اليد وبناء الشراكات”، وهو ما “أغاظ القوى المستكبرة” على حد تعبيره.
سياق إقليمي متوتر
يأتي خطاب قاسم في وقت يشهد الجنوب اللبناني هدوءا هشا منذ وقف إطلاق النار، وسط استمرار تبادل الاتهامات بين “حزب الله” وإسرائيل بشأن الخروقات. كما يترافق مع نقاشات داخلية ودولية حول مستقبل الوضع الأمني في الجنوب وإمكان إعادة صياغة ترتيبات ما بعد الحرب.
وأكد قاسم أن الحزب “سيبقى متمسكا بخيار المقاومة مهما تصاعدت الضغوط”، مشددا على أن “التجربة التي قدمها حزب الله أصبحت نموذجا مؤثرا وطنيا وإقليميا”.










