كشف تحقيق نشرته رويترز اليوم عن مخطط سري يقوده اثنان من أبرز المقربين السابقين لبشار الأسد لإشعال انتفاضات مسلحة ضد الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، المعروف سابقا بأبو محمد الجولاني.
الشخصان هما اللواء كمال حسن، رئيس سابق لجهاز المخابرات العامة، ورامي مخلوف، ابن عم الأسد وأغنى رجال الأعمال في سوريا خلال عهد الأسد، واللذان فرا إلى موسكو بعد سقوط النظام في ديسمبر 2024.
يظهر التحقيق أن الرجلين ينفقان ملايين الدولارات على تجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين من الطائفة العلوية، أملا في استعادة نفوذهما في المناطق الساحلية، حيث يتنافسان على السيطرة على شبكة من 14 غرفة قيادة تحت الأرض ومخابئ أسلحة شيدت خلال حكم الأسد السابق.
كمال حسن ورامي مخلوق ودورهما في نظام الأسد
كمال حسن كان من النواة الصلبة للنظام، مسؤولا عن قمع الثورة منذ 2011 وعمليات المخابرات العسكرية، بما في ذلك الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب.
رامي مخلوف هو ابن عم الأسد، سيطر على الاقتصاد السوري لسنوات، مستفيدا من احتكار قطاع الاتصالات والبناء والسياحة. بعد صراع على النفوذ، انتهى به الأمر تحت الإقامة الجبرية قبل أن يفر إلى موسكو.
بعد سقوط دمشق في 8 ديسمبر 2024، لجأ الرجلان إلى موسكو، حيث يعيشان تحت حماية الكرملين، الذي رفض تسليمهما رغم طلبات الحكومة السورية الجديدة منذ يناير 2025.
تفاصيل المخطط والتمويل
ويسعى الرجلان، إضافة إلى فصائل أخرى، لكسب ولاء أكثر من 50 ألف مقاتل محتمل من الطائفة العلوية.
كمال حسن يزعم سيطرته على 12 ألف مقاتل، ويواصل توجيه الرسائل المكثفة لرسم رؤى لحكم الساحل السوري. أنفق 1.5 مليون دولار منذ مارس 2025 على مقاتلين في سوريا ولبنان، مستخدما منظمة خيرية كغطاء لبناء نفوذ.
رامي مخلوف يدعي السيطرة على 54 ألف مقاتل، ويصور نفسه على أنه “المخلص”، مستندا إلى خطاب ديني شيعي عن نبوءات نهاية الزمان. يمول العمليات عبر شبكات مالية في لبنان وروسيا، باستخدام ضباط بارزين كوسطاء.
وتشمل المخططات تخزين أسلحة (AK-47، قنابل يدوية) في غرف تحت الأرض، مع خرائط أولية لانتفاضة ساحلية لم تفعل بعد.
خطة الشرع لإحباط المخطط
خالد الأحمد، صديق طفولة للرئيس الشرع وعسكري سابق في نظام الأسد، يكلف بإقناع العلويين بأن مستقبلهم مرتبط بالحكومة الجديدة.
رد سلطة أحمد الشرع أكد أحمد الشامي، محافظ طرطوس، أن المتمردين غير قادرين على تنفيذ أي مخطط فعال بسبب ضعف قدراتهم، بينما تمارس الحكومة حملات أمنية ودمج ميليشيات سابقة ضمن الجيش لتقليل التهديد.
ماهر الأسد وروسيا
ماهرة الأسد، الشقيق الأصغر للأسد المخلوع، لم يقدم دعما ماليا أو أوامر مباشرة، رغم احتفاظه بولاء آلاف الجنود السابقين.
روسيا تحجم عن دعم حسن ومخلوف، مع التركيز على الحفاظ على قواعدها العسكرية على الساحل السوري. لقاءات الشرع في الكرملين أرسلت رسالة واضحة للمتمردين: “لا أحد سيأتي لإنقاذكم”.
السياق الإقليمي والمخاطر
المخطط يظهر في ظل فرار مسؤولين سابقين ومخاوف من عودة الطائفية بعد مذابح مارس 2025، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 740 مدنيا علويا.
أي انتفاضة قد تؤدي إلى موجة جديدة من العنف الطائفي، مع احتمال تدخلات إسرائيلية أو تأثيرات إقليمية أخرى.
حتى الآن، لم تفعل الخطط بشكل كامل، لكن التوترات الساحلية مستمرة، مع تقارير عن اشتباكات محدودة في نوفمبر 2025.
يبقى كمال حسن ورامي مخلوف يخططان لاستغلال الطائفة العلوية واستعادة نفوذهما في سوريا، لكن ضعف الدعم الروسي وعدم الثقة المحلية يضعف فرص نجاح أي انتفاضة. في المقابل، تعمل الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع على تثبيت الأمن ودمج المكونات العلوية في الدولة لتجنب تجدد العنف الطائفي.










