أكدت مصادر سورية وعائلية لوكالة “أسوشيتد برس” أن عملية مداهمة نفذتها قوات أمريكية بالتعاون مع فصيل “جيش سوريا الحرة” (SFA) في ريف دمشق، انتهت بمقتل خالد عبد العزيز المسعود المعروف بـ خالد المسعود، كان يعمل عميلا سريا لجمع المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم “داعش”، مما أثار جدلا واسعا حول التنسيق الأمني بين دمشق والتحالف الدولي.
ووقعت المداهمة في مدينة الضمير شرق دمشق فجر يوم 19 أكتوبر 2025، واستهدفت قياديا بارزا مسؤولا عن تمويل “داعش”.
هوية الضحية: خالد المسعود
تقول العائلة إن القتيل، خالد عبد العزيز المسعود (المعروف بـخالد المسعود)، كان لسنوات يتجسس على تنظيم “داعش” لحساب الفصائل المعارضة بقيادة الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع، ثم واصل عمله بعد تشكيل الحكومة السورية المؤقتة عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
وبحسب أقاربه، كان المسعود متزوجا وله خمس بنات، وينحدر من عائلة بدوية معروفة في مدينة الضمير، وكان يتنقل سرا في البادية الجنوبية لجمع معلومات عن التنظيم.
عملية فجر 19 أكتوبر: إنزال جوي واشتباكات قصيرة
وقعت المداهمة في الساعة الثالثة فجرا، حين استيقظ سكان الضمير على صوت مروحيات أمريكية وآليات ثقيلة.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد نفذت العملية على مرحلتين:
إنزال جوي أمريكي قرب أحد الأبنية في أطراف المدينة.
تحرك بري لعناصر من “جيش سوريا الحرة” – وهو فصيل تلقى دعما وتدريبا أمريكيا، ويعمل حاليا تحت إشراف وزارة الدفاع السورية.
العملية استهدفت اعتقال أحمد عبد الله المسعود البدري (47 عاما)، وهو شخصية بارزة في شبكة تمويل “داعش”.
لكن الرصاص أصاب خالد المسعود أثناء وجوده في الموقع المستهدف. وتقول عائلته إنه حاول التعريف بنفسه كعميل يعمل مع أجهزة الأمن السورية، “لكن لم يمنح الوقت الكافي”.
أسعف المسعود إلى مطار الضمير ثم نقل إلى مستشفى حرستا بالغوطة الشرقية، حيث توفي بعد ساعات متأثرا بإصابته.
تحذيرات من “انتكاسة أمنية”
الباحث المتخصص في التنظيمات المتطرفة، واسم نصر، قال إن مقتل المسعود يشكل “انتكاسة كبيرة لجهود مكافحة داعش”، مضيفا أن الرجل لعب دورا محوريا في اختراق خلايا التنظيم في مناطق يصعب الوصول إليها.
وأشار نصر إلى أن الحادثة “تظهر وجود فجوات خطيرة في التنسيق بين التحالف الدولي ودمشق”.
روايات متضاربة
الرواية الأمريكية
مصادر في التحالف تحدثت عن “عملية دقيقة” أسفرت عن اعتقال الهدف الأساسي المرتبط بتمويل داعش، من دون الإشارة إلى سقوط قتلى مدنيين أو حلفاء.
المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، قال في منشور على إكس:
“سوريا عادت إلى صفنا… وتمكنا من توقيف أحد أهم ممولي داعش.”
الرواية السورية والعائلية
على النقيض، تقول الأسرة إن العملية استندت إلى معلومات استخباراتية خاطئة أو كيدية، مشيرة إلى وجود خلافات بين المسعود وعدد من قادة “جيش سوريا الحرة”.
مسؤولان أمنيان سوريان – فضلا عدم الكشف عن اسميهما – أكدا أن المسعود كان “يعمل بتفويض رسمي” في البادية، وأن استهدافه “أفشل عملية كبيرة” كانت الأجهزة تخطط لها ضد خلايا داعش.
توتر في العلاقات بعد تحسنها
يأتي الحادث بعد تحسن ملحوظ في العلاقات الأمريكية–السورية منذ مطلع 2025، عقب تغيير السلطة في دمشق.
ويرى مراقبون أن الحادثة قد تعيد “أجواء عدم الثقة” بين الطرفين، خاصة إذا لم تجر تحقيقات مشتركة لكشف ملابسات ما حدث.










