تصريحات نارية للرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع يتهم فيها إسرائيل بخوض “حروب ضد أشباح” وتصدير الأزمات، مع تحذيرات من العبث باتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974، وكشف مفاوضات تتضمن دوراً أمريكياً.
في تصعيد سياسي لافت، وجّه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع انتقادات لاذعة لإسرائيل، متهماً إياها بخوض “حروب ضد أشباح” وتبرير عدوانها تحت شعار الأمن، بينما توسّع عملياتها العسكرية داخل الجنوب السوري. الشرع أكد من الدوحة أن إسرائيل تسعى لتغيير قواعد الاشتباك القائمة منذ 50 عاماً، محذراً من “عواقب مجهولة” لاستبدال اتفاق 1974 بمنطقة منزوعة السلاح.
اتهم الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، إسرائيل بأنها تخوض “حروباً ضد أشباح” وتصدّر أزماتها إلى دول المنطقة بعد حرب غزة. وجاءت تصريحاته في ظل استمرار الغارات الجوية والتوغلات الإسرائيلية في جنوب سوريا.
وقال الشرع، خلال مشاركته في مؤتمر دولي في الدوحة السبت، إن سوريا حرصت على الالتزام باتفاق فضّ الاشتباك الموقّع عام 1974 مع إسرائيل، والذي “صمد لأكثر من 50 عاماً وكان ناجحاً بشكل أو بآخر”. وأكد أن العبث بالاتفاق أو محاولة استبداله بترتيبات أخرى مثل “منطقة منزوعة السلاح” قد يجرّ المنطقة إلى “موقع خطير بعواقب مجهولة”.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد قبل عام، دفعت القوات الإسرائيلية بقواتها إلى داخل المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة في الجولان المحتل، وتواصل تنفيذ توغلات أعمق داخل الأراضي السورية، ما أدى إلى تدهور الوضع الأمني جنوب دمشق.
وأشار الشرع إلى أنه، منذ توليه السلطة قبل عام، كان يرسل “رسائل إيجابية” لإسرائيل بشأن السلام الإقليمي والاستقرار. لكنه قال إن إسرائيل “تستغل” صراعها مع حركة حماس لتبرير عدوانها باسم الأمن، مضيفاً: “إسرائيل أصبحت دولة تقاتل أشباحاً”. وأضاف: “يبرّرون كل شيء بذريعة المخاوف الأمنية، ويستحضرون 7 أكتوبر لتبرير كل ما يجري من حولهم”. واتهم إسرائيل بأنها تحولت إلى “دولة تصدّر الأزمات”.
وأكد أن الرد الإسرائيلي على سوريا كان “عنيفاً للغاية”، مشيراً إلى تنفيذ أكثر من 1000 غارة جوية و400 توغّل داخل الأراضي السورية، كان آخرها “المجزرة” في بلدة بيت جن بريف دمشق والتي أودت بحياة العشرات.
وكشف الشرع عن وجود اتصالات مع “دول مؤثرة” للضغط على إسرائيل كي تنسحب من الأراضي المحتلة، مضيفاً: “هناك مفاوضات مع إسرائيل والولايات المتحدة جزء منها، وجميع الدول تدعم مطلبنا بالانسحاب إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر”.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد وجه تحذيراً لإسرائيل الأسبوع الماضي، داعياً إياها إلى التعاون مع الرئيس السوري، ومبدياً اعتراضاً على التوغلات الإسرائيلية داخل سوريا.
وأعرب الشرع عن رفض بلاده لفكرة المنطقة المنزوعة السلاح، متسائلاً: “من سيحمي هذه المنطقة إذا لم يكن الجيش السوري موجوداً؟”. وتقول إسرائيل إنها تخشى وجود جماعات مسلحة مرتبطة بحماس، أو أن سوريا قد تشنّ هجوماً عليها دون وجود منطقة عازلة محكمة.
واستولت إسرائيل على 400 كيلومتر مربع من منطقة الفصل في جنوب سوريا، وفقاً للخبر. وحظي الشرع باستقبال استثنائي في المؤتمر، مشيراً إلى أن “أي اتفاق يجب أن يضمن مصالح سوريا، لأنها الطرف الذي يتعرض للهجمات الإسرائيلية”.
وأكد الشرع أن سوريا “دولة متقدمة”، مستشهداً بانتخابات مجلس الشعب الأخيرة، على الرغم من الانتقادات التي اعتبرتها منحازة لصالح قيادتها الحالية. وقال إن الانتخابات جرت “بما يتناسب مع المرحلة الانتقالية”، مضيفاً: “اختيار الناس لمن يحكمهم مبدأ أساسي”.
وأشار إلى أن بناء الدولة لا يرتبط بالأفراد بل بالمؤسسات، معتبراً أن ذلك يمثل “أكبر التحديات خلال المرحلة الانتقالية”. ووعد بإجراء انتخابات شاملة خلال أربع سنوات، قائلاً إن النساء لا شيء يدعوهن للقلق في سوريا، “الرجال هم من يجب أن يقلقوا”.










