كأس العرب تشتعل: فلسطين تلعب على التعادل وسوريا تراهن على الضربة الأخيرة في نهائي مجموعة الدم والدموع
انتهت مباراة فلسطين وسوريا بالتعادل 0/0 فى مباراة جمعتهما اليوم في كأس العرب قطر 2025 تُعد قمة نارية على صدارة المجموعة الأولى وحسم بطاقتي العبور إلى ربع النهائي، في ظل تصدّر المنتخبين لجدول الترتيب قبل الجولة الثالثة.
لقاء المدينة التعليمية في الريان يتحول بذلك من مجرد مباراة ختامية في دور المجموعات إلى “نهائي مبكر” عربي بطابع سياسي وعاطفي مضاعف، حيث يحمل كل منتخب على كتفيه آمال شعب كامل داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وضع المنتخبين في المجموعة
يتصدر منتخب فلسطين المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط من فوز تاريخي على قطر وتعادل مثير أمام تونس، ليصبح في حاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان التأهل إلى ربع النهائي، بينما يمنحه الفوز صدارة مؤكدة للمجموعة.
في المقابل يحتل منتخب سوريا المركز الثاني برصيد 4 نقاط أيضًا، بعد فوز لافت على تونس وتعادل مثير أمام قطر، ما يجعل مواجهة اليوم فاصلة في تحديد هوية المتصدر وقد تفتح الباب لسيناريوهات معقدة في حال خسارة أحدهما واعتماد نتائج لقاء قطر وتونس.
سيناريوهات التأهل قبل ضربة البداية
منتخب فلسطين يدخل اللقاء وهو يدرك أن التعادل يكفيه لبلوغ ربع النهائي رسميًا، فيما يمنح الانتصار بطاقة صدارة المجموعة الأولى ويجنّبه نظريًا مواجهة أحد عمالقة المجموعات الأخرى في الدور المقبل.
أما منتخب سوريا فيحتاج بدوره لعدم الخسارة لضمان استمرار حظوظه، مع سعي واضح لتحقيق الفوز من أجل انتزاع القمة وتأكيد أن نتائجه أمام تونس وقطر لم تكن مجرد “انتفاضة مؤقتة” بل بداية مشروع تنافسي حقيقي في البطولات العربية والقارية.
فلسطين بين ملحمة قطر وعودة تونس
المسار الذي قاد فلسطين إلى صدارة المجموعة أشعل خيال الجماهير العربية؛ فالفوز على قطر جاء عبر هدف قاتل في الوقت بدل الضائع بعد خطأ دفاعي قطري منح “الفدائي” ثلاث نقاط تاريخية على حساب البلد المنظم وحامل لقب آسيا.
ثم عاد المنتخب الفلسطيني ليقلب الطاولة أمام تونس، بعد تأخره بهدفين لصفر، قبل أن يقلص الفارق بتسديدة بعيدة ثم يدرك التعادل في الدقائق الأخيرة، في واحدة من أكثر مباريات البطولة درامية حتى الآن.
هذه العودة عززت صورة منتخب يلعب بروح لا تستسلم، ويجيد استغلال اللحظات المتأخرة لصناعة الفارق النفسي والفني.
سوريا… فريق الدقائق الأخيرة
على الجانب الآخر صنع المنتخب السوري لنفسه سمعة “تخصص الأهداف القاتلة” في هذه النسخة من كأس العرب؛ إذ خطف الفوز من تونس بضربة حرة مباشرة في الوقت بدل الضائع، ليحوّل مباراة متكافئة إلى انتصار تاريخي أمام أحد كبار القارة.
ثم كرر السيناريو أمام قطر عندما سجل عمر خربين هدف التعادل في الدقيقة 90 بعد تأخر فريقه، ليحرم صاحب الأرض من فوز كان سيقلب موازين المجموعة ويضع سوريا في موقف أكثر حرجًا.
هكذا يدخل “نسور قاسيون” مباراة فلسطين بثقة فريق يعرف أنه قادر على البقاء في الصورة حتى اللحظة الأخيرة مهما كان سيناريو النتيجة.
المعركة التكتيكية المنتظرةمن الناحية الفنية يُتوقع أن يعتمد منتخب فلسطين على تماسكه الدفاعي الذي ظهر بوضوح أمام قطر، مع الاعتماد على التحولات السريعة واستغلال الأطراف وسلاح التسديد البعيد الذي حسم له العودة أمام تونس.
في المقابل قد يواصل منتخب سوريا رهانه على الكتلة المتقدمة والضغط على دفاع فلسطين من مناطق مبكرة، مع استثمار الحالة المعنوية لعمر خربين الذي سجل في مباراتين متتاليتين، إلى جانب دور الحارس شاهير الشاكر الذي كان أحد نجوم لقاء تونس.
هذه المعطيات تجعل المباراة أقرب إلى صراع أعصاب وتفاصيل صغيرة، حيث يمكن لخطأ دفاعي أو ركلة ثابتة أن تغيّر شكل المجموعة بالكامل.
أبعاد سياسية وعاطفية مضاعفة
تأخذ مواجهة فلسطين وسوريا بعدًا رمزيًا يتجاوز خطوط الملعب، فالجماهير العربية ترى في المنتخبين نموذجين لشعبين يعيشان ظروف حرب وحصار وتشتت، لكنهما ينجحان في تقديم كرة قدم تنافسية تعيد رسم صورة الأمل على الشاشة.
في المدرجات يُتوقع حضور لافت للجاليات العربية، مع دعم مضاعف لفلسطين وسوريا من جماهير قطر وتونس وبقية الجنسيات، ما يمنح اللقاء طابعًا “قوميًا” أكثر من كونه مباراة عابرة في دور المجموعات.
تأثير نتيجة المباراة على بقية المجموعةنتيجة هذا اللقاء ستنعكس مباشرة على مصير قطر وتونس، إذ إن فوز أحد المنتخبين (فلسطين أو سوريا) سيضع الخاسر تحت تهديد الخروج إذا تمكن الفائز من مباراة تونس وقطر من الوصول إلى النقطة الرابعة مع أفضلية المواجهات المباشرة أو فارق الأهداف.
أما في حال التعادل بين فلسطين وسوريا، فإن الضغط الأكبر سينتقل إلى تونس وقطر اللذين سيجدان نفسيهما في سباق ضيق على بطاقة قد لا تكفي فيها سوى نتيجة الفوز مع انتظار الحسابات الرقمية النهائية.
هذا التشابك في السيناريوهات يزيد من حرارة ليلة الدوحة ويحوّل الجولة الثالثة إلى “يوم حسم” حقيقي في المجموعة الأولى.
ما بعد صافرة النهاية
بغض النظر عن هوية المتأهلين، سيكون أداء فلسطين وسوريا في هذه النسخة نقطة تحول في نظرة الاتحادات الآسيوية والعربية إلى إمكانيات المنتخبين، سواء على مستوى منح الدعم اللوجستي وبرامج الإعداد أو على صعيد تسويق مبارياتهما وحقوق البث.
كما ستسهم البطولة في رفع أسهم عدة لاعبين من الطرفين، ممن قد يجدون طريقهم إلى احتراف خارجي في الدوريات العربية والآسيوية، مستفيدين من الزخم الجماهيري والإعلامي الذي رافق تألقهما في قطر.
وبين حلم الصدارة وهاجس الإقصاء، تبقى مباراة فلسطين وسوريا اليوم واحدة من أكثر ليالي كأس العرب 2025 ترقبًا، لما تحمله من كرة قدم ووجع وكرامة في آن واحد.









