اجتماع بين نتنياهو والمستشار الألماني ميرتس يكشف اقتراب خطة السلام الأميركية لغزة من مرحلتها الثانية التي تشمل نزع سلاح حماس، وسط غموض في الموقف الأميركي وخلافات حول الدولة الفلسطينية، مع تأكيد برلين على تعزيز العلاقات الثنائية والدعم الأمني لإسرائيل.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن خطة السلام الأميركية الخاصة بقطاع غزة باتت “قريبة جدًا” من الانتقال إلى المرحلة الثانية، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي يقوم بزيارة رسمية إلى إسرائيل لبحث العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة.
وقال نتنياهو إن المرحلة الأولى – والتي شملت تهدئة ميدانية وتفاهمات مع الأطراف الإقليمية – تحققت رغم الشكوك التي رافقتها، مضيفًا: “لم يكن أحد يعتقد أن المرحلة الأولى ستنجح، لكنها تمت بفضل التحرك الدبلوماسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب والضغط العربي والإسلامي على حركة حماس.”
مرحلة نزع سلاح حماس
وأوضح نتنياهو أن المرحلة الثانية من الخطة تتضمن تفكيك القدرات العسكرية لحماس ونزع سلاحها الكامل، مشيرًا إلى أن الحركة وافقت على ذلك ضمن التفاهمات، وعليها الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
وأضاف أن واشنطن لم تعرض بعد تصورًا نهائيًا حول آليات تنفيذ المرحلة الثانية، سواء ما يتعلق بإدخال المساعدات أو تشكيل القوة الدولية المقترحة (ISF)، مشيرًا إلى أنه سيجري مشاورات مع الإدارة الأميركية وترامب نهاية الشهر لتوضيح هذه النقاط.
المرحلة الثالثة: “ تطهير فكرى لغزة
وتحدث نتنياهو عن المرحلة الثالثة من الخطة الأميركية، والتي قال إنها تشمل “نزع التطرف” من قطاع غزة على غرار ما حدث في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية. وأكد أن إعادة تشكيل الوعي المجتمعي في غزة جزء أساسي من تحقيق سلام طويل الأمد.
وأوضح: “ألمانيا بعد 80 عامًا من الهولوكوست أصبحت شريكًا لنا. وهذا ما نأمل أن يتحقق مع غزة في المستقبل.”
خلافات حول الدولة الفلسطينية
وأشار نتنياهو إلى وجود اختلافات بين إسرائيل وألمانيا بشأن مستقبل الدولة الفلسطينية، قائلًا: “لا يمكن القبول بدولة على حدودنا تعمل على تدميرنا. نريد سلامًا مع الفلسطينيين، لكن عليهم التوقف عن تمجيد القتل وإعداد الأجيال للتحريض.”
وأكد أن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة العسكرية والأمنية من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، معتبرًا ذلك “جزءًا من السيادة الإسرائيلية التي لا يمكن التخلي عنها”.
تفاصيل لقاء نتنياهو – ميرتس
أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء في القدس شارك فيه كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين من الجانبين، بينهم وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الخارجية غدعون ساعر.
وأجرى ميرتس، الذي بدأ زيارة تستمر يومين، لقاءات مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ووزير الخارجية، في إطار دعم ألمانيا لخطة السلام الأميركية وتعزيز الشراكة الثنائية.
وزير الخارجية ساعر وصف ألمانيا بأنها “شريك أساسي وصديق لإسرائيل”، مشيرًا إلى أن برلين تتبنى موقفًا واضحًا ضد أي شكل من أشكال مقاطعة إسرائيل، وأنها امتنعت مؤخرًا عن التصويت في الأمم المتحدة بشأن تمديد تفويض الأونروا.
تعزيز التعاون الدفاعي
وكشف ساعر أن إسرائيل نشرت لأول مرة منظومة “آرو” للدفاع ضد الصواريخ الباليستية في ألمانيا الأسبوع الماضي، معتبرًا أن زيارة ميرتس “ستفتح بابًا أوسع لتعاون استراتيجي غير مسبوق”.










