«فرح بجوار شجرة عمرها 1400 سنة.. هل يصنع الفنان المصرى حاتم صلاح أسطورته العائلية قبل أسطورته الفنية؟»
حاتم صلاح يعيش حالياً حالة من الحضور الإعلامي الكثيف بعد زواجه وحديثه الصريح عن كواليس الفرح وشهر العسل، بالتوازي مع تثبيت قدميه درامياً في موسم رمضان 2025 عبر مسلسل «إخواتي» الذي يجسد فيه شخصية كوميدية جديدة تعزز صورته كنجم صاعد من قلب الكوميديا العائلية.
وبين إشادات الجمهور بعفويته وانتشاره على السوشيال ميديا، تبرز أيضاً أسئلة نقدية حول تَركُّز ظهوره في برامج التوك شو وقصص حياته الخاصة أكثر من حديثه عن مشروعات فنية جديدة أو انتقاله من «الكاراكتر الكوميدي» إلى أدوار أعمق.
حضور تلفزيوني وحكايات ما بعد الفرح
في الأيام الأخيرة، تصدر الفنان حاتم صلاح التريند بعد ظهوره مع زوجته نهلة راغب في برنامج «صاحبة السعادة» في أول لقاء تليفزيوني مشترك لهما، حيث كشفا كواليس يوم الزفاف من اختيار المكان وحتى تفاصيل «الماراثون» في نهاية الحفل.
الزوجان تحدثا عن أن الفرح أقيم في قصر تاريخي بجوار شجرة أثرية عمرها يقترب من 1400–1500 عام، وأنهما كانا حريصين على أن يكون اليوم بسيطاً ومفرحاً للعائلة والأصدقاء أكثر من كونه استعراضاً.
اللافت أن مقاطع الفيديو التي نشرتها منصات البرنامج على فيسبوك وتيك توك، مثل مقطع «آخر الفرح اتحوّل لماراثون»، حققت تفاعلاً كبيراً، ما رسخ صورة حاتم صلاح كنجم قريب من الناس يحكي بتلقائية عن حياته الشخصية.
هذا النجاح الإعلامي يفتح باباً لرؤية معارضة ترى أن النجم الشاب بات حاضراً في مساحات البوح الشخصي أكثر من ظهوره في مساحات النقاش الفني الجاد حول اختياراته وأدواره المقبلة.
شهر عسل بين العمرة وبالي: محتوى إنساني لافتمن أكثر ما أثار تفاعل الجمهور أيضاً حديث حاتم صلاح عن شهر العسل، حيث كشف أنه بدأ الرحلة من المدينة المنورة وأداء العمرة قبل استكمالها في سنغافورة ثم جزيرة بالي في إندونيسيا.
روى حاتم وزوجته مواقف طريفة عن عناء حمل الحقائب وكثرة التنقل، إلى جانب مغامرات مع «قرود حرامية» فى أحد معابد بالي كانت تسرق الأغراض، وهي الحكاية التي تحولت إلى عنوان لعدد من الأخبار المتداولة.
هذا المزج بين الروح الدينية في بداية الرحلة والطابع الكوميدي في قصص بالي عزز صورة حاتم صلاح كنموذج «عريس لطيف» يعيش تجارب قريبة من الجمهور، مستفيداً من حسه الكوميدي في تحويل التفاصيل اليومية إلى حكايات قابلة للمشاركة.
غير أن هذه الموجة من التغطيات قد تُقرأ نقدياً باعتبارها انشغالاً مطولاً بزاوية «النجم الإنسان» على حساب تقديم رؤية واضحة لمشواره الفني في المرحلة التالية.
مسار فني يتوسع: من «الكبير» إلى «إخواتي»فنيّاً، يواصل حاتم صلاح تثبيت مكانته في الدراما التلفزيونية بعد نجاحه في شخصية «جونيور» في «الكبير أوي» ثم أدواره في أعمال مثل «فاتن أمل حربي» و«ليالي أوجيني»، قبل أن يحسم وجوده في سباق رمضان 2025 عبر مسلسل «إخواتي».
في المسلسل الجديد يجسد شخصية «فرحات التربي»، وهي شخصية تحمل طابعاً كوميدياً شعبياً يراهن عليها صنّاع العمل لتعزيز ارتباط الجمهور به في إطار حكاية عائلية اجتماعية.
القنوات الرسمية التي تروج لمسلسل «إخواتي» عبر فيسبوك ومنصات أخرى تعتمد بشكل واضح على اسم حاتم صلاح كأحد عوامل الجذب الرئيسية، مع إبراز طاقته الكوميدية و«الكاريزما» التي اكتسبها خلال السنوات الماضية.
هذه المكانة تعكس انتقاله من خانة «الوجه المساند» إلى منطقة أقرب لبطولة مشتركة، لكنها تثير من منظور معارض سؤالاً مهماً: هل سيظل أسير الأدوار الكوميدية الخفيفة أم سيغامر بأدوار مركبة تُخرجه من منطقة الأمان؟
انتقادات خفية: بين التريند ومشروع النجمإلى جانب الظهور في «صاحبة السعادة»، سبق لحاتم صلاح أن شارك في برامج ترفيهية أخرى مثل حلقة «رامز إيلون مصر» حيث أكد بشكل طريف أنه لم يلجأ لحقن البوتوكس، وكذلك لقاءات بودكاست وحوارات تلفزيونية حول بداياته ومعاناته قبل الانتشار.
هذه المشاركات ترسم صورة فنان لا يخشى الضحك على نفسه، ويستثمر في قربه من الناس لتعزيز جماهيريته خارج إطار الأعمال الدرامية وحدها.
لكن في المقابل، يتخوف بعض المتابعين والنقاد من أن يتحول حاتم صلاح إلى «نجم تريند» أكثر منه «مشروع نجم» يمتلك خطة فنية طويلة المدى، خاصة مع غياب إعلان واضح حتى الآن عن تنوع كبير في أدواره السينمائية أو دخوله إلى منطقة البطولة المطلقة.
وبين الحب الجماهيري لحكاياته الشخصية، والحاجة إلى خطوات فنية أكثر جرأة، تبدو المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان سيتجاوز صورة «العريس اللطيف الكوميديان» إلى خانة الممثل الذي يصنع بصمة تظل بعد أن تهدأ أضواء الزواج والبرامج.









