احرز منتخب المغرب هدفه الأول فى مرمى ال سعودية التى تبحث عن العلامة الكاملة فى كأس العرب بقطر
مباراة السعودية والمغرب اليوم في كأس العالم «العرب» بقطر تحولت إلى قمة حقيقية على صدارة المجموعة قبل انطلاق صافرة الحكم في استاد لوسيل، في مواجهة تجمع متصدر المجموعة المنتخب السعودي برصيد 6 نقاط مع المنتخب المغربي الوصيف بـ4 نقاط في الجولة الثالثة الحاسمة.
وحتى توقيت إعداد هذا التقرير، تترقب الجماهير العربية النتيجة النهائية للقاء الذي يحمل طابع “نهائي مبكر” لتحديد ملامح ربع نهائي البطولة وكيفية توزيع الأدوار بين عملاقي غرب آسيا وشمال أفريقيا.
سياق المجموعة وأهمية المباراة
تأتي مباراة السعودية والمغرب ضمن منافسات الجولة الثالثة للمجموعة الثانية في كأس العرب قطر 2025، التي تضم أيضاً منتخبي عُمان وجزر القمر، مع إقامة اللقاء على أرضية استاد لوسيل في الثامنة مساءً بتوقيت السعودية وقطر.
ويدخل المنتخب السعودي المواجهة وهو في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط من انتصارين متتاليين، مقابل 4 نقاط للمغرب بعد فوز وتعادل، ما يجعل القمة حاسمة في ترتيب المركزين الأول والثاني.
السعودية ضمنت عملياً بطاقة العبور إلى ربع النهائي قبل ضربة البداية، إذ يكفيها التعادل لضمان الصدارة، بينما يمنحها الفوز العلامة الكاملة في الدور الأول ويعزز صورة “المنتخب الأكثر استقراراً” في البطولة.
في المقابل، يدخل المغرب اللقاء بهدف مزدوج: تأكيد التأهل من جهة، وخطف صدارة المجموعة من جهة أخرى، خاصة أن الفوز يمنحه بطاقة العبور في الصدارة دون انتظار نتيجة مباراة عُمان وجزر القمر.
الحسابات الفنية وفرص التأهل
حسابات التأهل تبدو أكثر راحة للسعودية، حيث يضمن الفوز أو التعادل استمرارها في قمة المجموعة الثانية، بينما لا يمثل السقوط في الهزيمة خطراً كاملاً إلا في حال انتصار عُمان بنتيجة كبيرة تقلب فارق الأهداف.
أما المغرب فمهمته أكثر دقة؛ الفوز يعني التأهل والصدارة، والتعادل يكفيه للعبور بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى، أما الخسارة فتدفعه لانتظار هدية من مواجهة عُمان وجزر القمر وربما الاحتكام لفارق الأهداف.
هذه التركيبة تجعل اللقاء أقرب إلى مباراة إقصائية “غير مباشرة”، حيث يُدرك السعوديون أن فقدان الصدارة قد يضعهم أمام خصم أكثر قوة في ربع النهائي، فيما ينظر المغاربة إلى الصدارة كرسالة مبكرة بأنهم قادمون للمنافسة على اللقب لا الاكتفاء بدور ثانوي.
كما أن التوازن النسبي في أداء المنتخبين خلال الجولتين السابقتين، بين انضباط سعودي واندفاع مغربي هجومي، يمنح المباراة طابع الصراع التكتيكي أكثر من مجرد مواجهة أسماء لامعة.
ملامح فنية متوقعة في لوسيل
تُبرز التحليلات الفنية أن المنتخب المغربي يميل إلى البناء الهجومي عبر الأطراف والاعتماد على الكرات العرضية والضغط العالي في الثلث الأخير، خاصة مع وجود لاعبين قادرين على صناعة الفارق في المساحات الضيقة وتمرير الكرات البينية خلف الدفاع.
في المقابل، يميل المنتخب السعودي إلى تنظيم دفاعي متماسك ثم الانطلاق بسرعة في التحولات الهجومية، مع استغلال المساحات خلف الظهيرين المغربيين عند تقدمهم للهجوم، وهي نقطة قد تكون حاسمة إذا لم يحسن المغرب تنظيم الارتداد الدفاعي.
الصراع على وسط الملعب يمثل مفتاح التحكم في إيقاع اللقاء؛ فالمغرب يعتمد على الاستحواذ النسبي وتمرير الكرة على مراحل قصيرة ومتوسطة، بينما تميل السعودية إلى تنويع اللعب بين الكرات الطولية خلف الدفاع والتمريرات السريعة على الأرض.
كما أن الكرات الثابتة مرشحة لأن تكون سلاحاً مشتركاً للطرفين في ظل امتلاك كلا المنتخبين عناصر قوية في ألعاب الهواء، ما يرفع احتمالات تسجيل الأهداف من الركلات الركنية والضربات الحرة القريبة من منطقة الجزاء.
البعد التاريخي والنفسي للمواجهة
على مستوى التاريخ، تشير الإحصاءات إلى أن المواجهات بين السعودية والمغرب لم تكن كثيرة، لكن الكفة تميل في مجملها لصالح المنتخب السعودي في مختلف البطولات، مع أفضلية مغربية في المواجهة الأحدث بكأس العرب السابقة.
هذا السجل المتقارب يضيف طبقة من الحساسية النفسية على المواجهة الحالية، حيث يسعى المغاربة لتأكيد تفوقهم الأخير، بينما يبحث السعوديون عن رد معنوي قوي وتثبيت هيبة المنتخب الذي دخل البطولة بثوب المرشح الأول عن غرب آسيا.
الجماهير بدورها تلعب دوراً بارزاً في استاد لوسيل، إذ ينتظر حضور كثيف من مشجعي المنتخبين، مع أفضلية عددية متوقعة للجماهير السعودية بحكم القرب الجغرافي والامتداد الجماهيري في المنطقة، مقابل حضور صاخب للمغاربة الذين اعتادوا صنع أجواء حماسية في المدرجات.
هذا الزخم الجماهيري، مع قيمة الملعب نفسه الذي احتضن نهائي كأس العالم، يمنح اللاعبين إحساساً بأنهم في مباراة “أعلى من مجرد دور مجموعات”، ويضاعف الضغط على النجوم لتقديم أداء يليق بالمناسبة.
جذور الإثارة وحديث ما قبل اللقاء
التغطيات الإعلامية العربية والدولية أجمعت على تصنيف مباراة السعودية والمغرب كواحدة من أقوى مواجهات دور المجموعات في كأس العرب قطر 2025، مع تأكيد أن نتيجتها قد تعيد رسم خريطة المرشحين للقب.
التقارير ركزت على أن السعودية تدخل اللقاء بسجل مثالي من الانتصارات، بينما يسعى المغرب إلى “انتصار بيان” يثبت أن التعثر السابق أمام عُمان كان مجرد تعثر عابر لا يعبر عن حقيقة إمكانات الفريق.
مدرب المغرب شدد قبل اللقاء على أن فريقه لا يلعب على التعادل وأن هدفه هو الفوز لضمان التأهل والصدارة دون حسابات، في حين تعامل الجهاز الفني السعودي مع المباراة بوصفها اختباراً حقيقياً لمدى جاهزية الفريق لمواجهة ضغوط الأدوار الإقصائية.
هذا الاختلاف في الخطاب يعكس أيضاً تبايناً في زاوية النظر: السعودية تبحث عن الاستمرارية والهدوء، بينما يطارد المغرب صورة المنتخب الجريء الذي لا يخشى الأسماء الكبيرة.










