«ألونسو بين سيلتا وسيتي.. هل بدأ مشروع ريال مدريد يتصدع مبكراً؟»
ريال مدريد خرج من مباراته الأخيرة في الدوري الإسباني أمام سيلتا فيجو بهزة عنيفة، بعد خسارة صادمة بهدفين دون رد على ملعب سانتياجو برنابيو، في لقاء أنهاه الملكي بتسعة لاعبين ليُهدر ثلاث نقاط ثمينة ويبتعد بفارق 4 نقاط عن برشلونة متصدر جدول الترتيب.
الخسارة لم تكن مجرد تعثر عابر، بل جاءت لتعمّق الضغط على المدرب تشابي ألونسو قبل أيام من مواجهة حاسمة أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، وسط تساؤلات حادة حول أداء الفريق، والانضباط، وإدارة المباريات الكبيرة.
تفاصيل السقوط أمام سيلتا فيجو
المباراة بدأت بسيطرة نسبية لريال مدريد ومحاولات خطيرة من فينيسيوس جونيور وجود بيلينجهام وأردا جولر، لكن غياب الفاعلية أمام المرمى وتألّق حارس سيلتا حوّل الفرص إلى «فرص ضائعة» فقط.
مع بداية الشوط الثاني، انقلب المشهد تماماً عندما قاد سيلتا هجمة منظمة انتهت بعرضية من برايان زاراجو قابلها السويدي ويليوت سُفيدبرج بكعب مذهل داخل شباك تيبو كورتوا في الدقيقة 53، ليتقدم الضيوف وسط صدمة جماهير البرنابيو.
ريال حاول العودة بالضغط الهجومي الكثيف، لكن التوتر ضرب الفريق عقب الهدف الأول، وازدادت الأمور سوءاً مع تعرض المدافع إيدير ميليتاو لإصابة عضلية اضطرته للمغادرة مبكراً، ما أخلّ بتوازن الخط الخلفي.
وبينما اندفع الملكي للهجوم في الدقائق الأخيرة، نجح سُفيدبرج مجدداً في قتل المباراة بهدف ثانٍ في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع بعد انفراد كامل ومرور من كورتوا، ليخرج سيلتا بفوز تاريخي ويترك ريال مدريد في حالة ذهول.
طردان يضاعفان الأزمة وانهيار انضباطي
المنعطف الأخطر في المباراة كان على مستوى الانضباط؛ فبعد مرور ساعة على البداية حصل الظهير الأيسر فران جارسيا على إنذار ثانٍ بسبب تدخل قوي ليُطرد في الدقيقة 64، ويكمل ريال مدريد المباراة بعشرة لاعبين.
ورغم النقص العددي، دفع ألونسو بالمزيد من العناصر الهجومية بحثاً عن التعادل، وهو ما ترك مساحات هائلة خلف الدفاع استغلها سيلتا في المرتدات.
ومع احتساب الوقت بدل الضائع، فقد اللاعب الشاب ألفارو كاريراس أعصابه واعترض على قرارات الحكم لينال بطاقة صفراء ثانية وطرداً مباشراً، لتكتمل ليلة ريال مدريد السوداء بتسعة لاعبين في الملعب.
هذه المشاهد غذّت انتقادات جماهيرية واسعة، رأت أن الفريق لم يخسر فقط بسبب أخطاء فنية، بل لأن شخصيته الانضباطية اهتزت في أصعب مراحل سباق الدوري.
أثر الهزيمة على صراع الليجا وجدول الفريق
على مستوى جدول الترتيب، تجمّد رصيد ريال مدريد عند 36 نقطة بعد مرور 15–16 جولة، ليبقى في المركز الثاني بفارق 4 نقاط كاملة خلف برشلونة المتصدر الذي واصل سلسلة نتائجه الإيجابية.
في المقابل، قفز سيلتا فيجو إلى منتصف الجدول تقريباً برصيد يقارب 19 نقطة، محققاً واحدة من أهم مفاجآت الدوري هذا الموسم بعد بداية ضعيفة.
الهزيمة جاءت أيضاً في توقيت حساس جداً، إذ يستعد ريال مدريد لاستضافة مانشستر سيتي على ملعب البرنابيو في مباراة نارية بدوري أبطال أوروبا، قبل مواجهات محلية أخرى أمام ألافيس وإشبيلية في ديسمبر.
هذا الزخم في الجدول مع غيابات محتملة بسبب الإصابة والإيقاف يضع الجهاز الفني أمام اختبار إدارة أزمة حقيقية، وليس مجرد تعثر نتيجة مباراة واحدة.
أسئلة حول مشروع ألونسو وخياراته التكتيكية
نقدياً، طالت الانتقادات المدرب تشابي ألونسو بسبب تأخره في التدخل التكتيكي خلال الشوط الأول، رغم وضوح عجز الفريق عن اختراق دفاع سيلتا المتكتل، واكتفائه بمحاولات فردية من بيلينجهام ومبابي وفينيسيوس دون حلول جماعية كافية.
كما اعتبر محللون أن ترك مساحات كبيرة خلف الأظهرة، خاصة بعد النقص العددي، كان مغامرة غير محسوبة أمام فريق يجيد الاستفادة من المرتدات، وهو ما تجلى في الهدف الثاني القاتل.
في المقابل، يدافع آخرون عن ألونسو بالإشارة إلى أن الفريق يعاني من ضغط المباريات وإصابات مؤثرة، وأن الهزيمة لا تعني انهيار المشروع بقدر ما تعكس حاجة واضحة لإعادة ضبط التركيز الذهني والانضباط، خصوصاً مع استمرار الريال في قلب سباق الليجا ودوري الأبطال.
وبين هذا وذاك، يبدو أن مباراة مانشستر سيتي المقبلة ستكون اختباراً فاصلاً: إما أن تتحول هزيمة سيلتا إلى «جرس إنذار» يعيد التوازن، أو إلى بداية سلسلة تعثرات تهدد موسم ريال مدريد بأكمله.









