ريلمى تعيش حالياً واحدة من أكثر مراحلها زحمة بالإصدارات والتجارب، فالشركة تضغط بقوة على محورين متوازيين: إطلاق هواتف متوسطة قوية مثل Realme P4x 5G وRealme C85 ببطاريات ضخمة تصل إلى 7000 مللي أمبير وقدرات ألعاب مرتفعة، مع التمهيد لسلسلة أعلى مثل Realme 16 Pro+ وRealme GT 8 Pro، وفي الوقت نفسه تسعى لتعويض تراجع ترتيبها العالمي عبر التركيز على أسواق مثل الهند حيث اقتنصت حوالى 10–11% من الحصة السوقية وتجاوزت منافسين تقليديين مثل شاومي في الربع الأول من 2025.
هذا الزخم يمنح العلامة صورة «الشاب المتمرد» في عالم الأندرويد، لكنه يفتح أيضاً باب النقد حول إغراق السوق بعدد كبير من الموديلات المتقاربة، واعتماد سياسة الأسعار الكسرية دون وضوح كافٍ حول استراتيجية تحديثات البرمجيات ودعم ما بعد البيع في بعض الأسواق العربية.
هواتف جديدة: بطاريات ضخمة وتركيز على الألعابأحدث ما أعلنت عنه ريلمى هو هاتف Realme P4x 5G، الموجه للفئة المتوسطة بسعر يقل عن 10 آلاف جنيه فى بعض الأسواق مع شاشة تدعم حتى 144 إطاراً فى الثانية للألعاب، وبطارية 7000 مللى أمبير مع شحن سريع 45 وات، بجانب معالج Dimensity 7400 Ultra وذاكرة حتى 512 جيجابايت.
الهاتف يأتى مقاومًا للماء والغبار بمعيار قريب من IP64، مع كاميرا رئيسية بدقة 50 ميجابيكسل تدعم تصوير فيديو 4K بمعدل 30 إطاراً فى الثانية، ما يجعله موجهاً بوضوح لعشاق الألعاب ومحبى الاستهلاك المكثف دون شحن متكرر.
فى المقابل، تعمل ريلمى على توسيع عائلة الهواتف الاقتصادية والمتوسطة عبر موديلات مثل Realme 15T وRealme 15 Pro وP4 وP4 Pro وGT 7، مع ترويج مكثف لميزات الذكاء الاصطناعى وتجربة الألعاب بأقل من أسعار المنافسين.
هذه السياسة تضاعف حضور العلامة على الرفوف والمنصات الإلكترونية، لكنها تخلق أيضاً حالة تشويش لدى المستهلك العادى الذى يجد أمامه أسماء متشابهة وفروقاً تقنية هامشية تحتاج خبيراً لشرحها.
طموحات سوقية كبيرة وواقع عالمى مترددعلى مستوى الأرقام، حققت ريلمى نمواً مزدوج الرقم فى حجم المبيعات والإيرادات فى 2024، ووصلت إلى نحو 10.6% من السوق الهندية فى الربع الأول من 2025، ما وضعها فى المركز الرابع هناك وتفوقاً على شاومي فى بعض التقارير.
كما تشير بيانات أخرى إلى أن الشركة تستهدف رفع حصتها الإجمالية فى بعض الأسواق إلى حوالى 18% مع نهاية 2025، عبر التركيز على الفئة المتوسطة ذات القيمة مقابل السعر.
لكن عالمياً، ما زالت ريلمى خارج قائمة الخمس الكبار، حيث حلت فى المركز الثامن من حيث الشحنات فى نهاية 2024، رغم النمو الجيد فى المبيعات.
تحليل بعض بيوت الخبرة يُرجع ذلك إلى تركّز نجاح ريلمى فى أسواق محددة مثل الهند وجنوب شرق آسيا، مقابل حضور أضعف فى أوروبا والشرق الأوسط مقارنة بعلامات مثل سامسونج وآبل وشاومى، إضافة إلى منافسة شرسة من أوبو وفيفو فى شريحة المستخدمين نفسها.
موجة الإصدارات المقبلة: 16 Pro+ وGT 8التسريبات والتقارير تشير إلى أن ريلمى تستعد لإطلاق سلسلة Realme 16، وعلى رأسها Realme 16 Pro+ 5G، بهيكل ببطارية تصل إلى 7000 مللى أمبير وكاميرا خلفية قد تصل دقتها إلى 200 ميجابيكسل وشاشة 6.78 بوصة بدقة 1.5K، مع خيارات ذاكرة تصل إلى 12 جيجابايت و512 جيجابايت تخزين.
بجانب ذلك، يُنتظر طرح نسخ أقوى من سلسلة GT مثل Realme GT 8 Pro وGT 8 Pro Dream Edition، مع رهان على شريحة المستخدمين الباحثين عن «فلاجشيب أرخص» من هواتف سامسونج وآيفون.
فى فئة الهواتف الاقتصادية، تواصل الشركة تعزيز سلسلة C وNarzo، مع طرازات مثل Realme C85 وC85 Pro وNarzo 90 Pro 5G، التى تروج لقدرات بطاريات كبيرة وشاشات ذات معدلات تحديث عالية وأسعار تحت سقف 20 ألف روبية تقريباً، ما يجعلها منافساً شرساً فى أسواق نامية.
هذا التنوع يمنح ريلمى انتشاراً عرضياً واسعاً، لكنه يعمق أيضاً التساؤلات حول قدرة الشركة على توفير دعم برمجى منتظم وفريق صيانة كافٍ لكل هذا الكم من الأجهزة فى الدول العربية والأفريقية.
بين التسويق العدوانى وتجربة المستخدمريلمى تسوق لنفسها كعلامة «شابة» تقدم تصميماً جذاباً وأداء قوياً بأسعار مقبولة، مع التركيز على البطاريات العملاقة والسرعات العالية للشحن والخيارات المكثفة لعشاق الألعاب.
إلا أن تحليلات سوقية تحذر من أن الاعتماد على حرب المواصفات والأرقام وحدها قد لا يكون كافياً لبناء ولاء طويل المدى، ما لم يترافق ذلك مع سياسة تحديث واضحة لنظام أندرويد، وتواجد أقوى لشبكات الخدمة والصيانة فى الأسواق التى تراهن عليها الشركة.
فى المحصلة، تبدو ريلمى اليوم فى سباق مع الزمن لتتحول من «لاعب متمرد» فى الفئة المتوسطة إلى قوة قادرة على تحدى الكبار عالمياً، عبر مزيج من الهواتف الاقتصادية الشرسة والأجهزة شبه الرائدة، لكن الطريق لن يكون سهلاً ما لم تُجب عن الأسئلة الصعبة: هل تستطيع الحفاظ على ربحيتها مع كثافة الخصومات؟ وهل تنجح فى تحويل زخم الإطلاقات إلى ثقة، لا إلى إرهاق للمستخدم وتصاعد فى شكاوى ما بعد البيع؟









