«من زبالة تحت القدم إلى تريند على الشاشات… كيف حوّل ميد تيرم تيا إلى أيقونة لهزيمة الإحراج؟»
مسلسل «ميد تيرم» حجز لنفسه مكانًا لافتًا في تريند الدراما الشبابية منذ طرح الحلقة الأولى، بعد انطلاق عرضه على قناة ON ومنصة Watch It وبعض المنصات الرقمية المجانية، مع أداء لافت لبطلهـا ياسمينا العبد التي تقدم أول بطولة مطلقة في قالب جامعي خفيف ظاهريًا، لكنه محمّل برسائل عن التنمر والضغط النفسي في بيئة الجامعة.
الحلقة الافتتاحية نجحت في تقديم مزيج من الكوميديا والإحراج والوجع النفسي، ما جعل العمل هدفًا مباشرًا لجمهور المراهقين وطلاب الجامعة الذين وجدوا انعكاسًا واضحًا لتجاربهم اليومية في تفاصيل «اليوم الأول» للبطلة داخل الحرم الجامعي.
القصة العامة وأجواء العمل
أحداث «ميد تيرم» تدور داخل أروقة جامعة مصرية، حيث يتابع المشاهد مجموعة من الطلاب المصريين والعرب وهم يواجهون ضغوط الدراسة والصراعات النفسية والتقلبات العاطفية، في محاولة للبحث عن الهوية وتحقيق الطموح وسط عالم رقمي سريع وحساس للانطباعات الأولى.
المسلسل يقدم نفسه كدراما شبابية ترصد عالم جيل Z من الداخل، مع توظيف للهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي كجزء من النسيج الدرامي وليس مجرد خلفية شكلية.
تعتمد الرؤية الإخراجية على إيقاع سريع ولغة بصرية قريبة من فيديوهات المنصات، ما يجعل الكادرات أقرب لعين جمهور السوشيال ميديا، فيما يركز السيناريو على لحظات الإحراج، والسرية، وكشف الأسرار، باعتبارها محركات أساسية لعلاقات الطلبة داخل الكلية.
كما يلمّح العمل منذ البداية إلى حضور قوي لتطبيقات رقمية وذكاء اصطناعي ضمن الأحداث، ما يفتح الباب لمسار أكثر تشويقًا يتجاوز مجرد مشاهد اليوم الجامعي التقليدي.
ملخص أحداث الحلقة الأولى
الحلقة الأولى تبدأ بيوم جامعي كارثي للبطلة «تيا»؛ فمع دخولها الجامعة لأول مرة تتعرض لموقف محرج حين تطأ قدمها قمامة ذات رائحة كريهة عند بوابة الحرم، لتتحول اللحظة إلى «افتتاحية كابوسية» أمام زملائها.
تنتقل الكاميرا معها إلى المحاضرة الأولى حيث تحاول الاندماج، لكن الرائحة العالقة بحذائها تصبح ذريعة للتنمر والنفور من طالبة تجلس بجوارها، لتفشل محاولة خلق انطباع أول إيجابي وتتحول القاعة إلى مساحة مقنّعة للعزلة والإحساس بالدونية.
لاحقًا تلتقي تيا بزميل قديم يقدمها لصديقته «ناعومي»، لكن هذه المقدمة تتحول إلى هجوم ناعم؛ إذ تسخر نعومي من حديث تيا عن الأمراض النفسية واهتمامها بالتفاصيل الصغيرة مثل طلاء الأظافر المقشر، ليظهر خط درامي واضح حول نظرة بعض الطلبة لقضايا الصحة النفسية بوصفها مجالًا للسخرية لا للتفهم.
تكشف الحلقة تدريجيًا عن ديناميكيات القوة داخل المجموعة: فهناك من يمتلك الكاريزما والشكل و«البراند الشخصي»، وهناك من يدخل الجامعة وهو محمّل بالقلق والشك في ذاته، لتترك الحلقة المشاهد أمام سؤال: هل ستحول تيا هذا اليوم الكارثي إلى نقطة تحول أم أنه بداية لانهيار طويل؟
الأبطال والطاقم وما وراء الكواليس
يقود المسلسل فريق من الوجوه الشابة على رأسهم ياسمينا العبد في دور «تيا»، في أول بطولة مطلقة، ومعها زياد ظاظا في دور «يزن»، وجالا هشام في شخصية «ناعومي»، ويوسف رأفت في دور «أدهم»، إلى جانب دنيا وائل وأمنية باهي ومجموعة من الوجوه الصاعدة من برامج اكتشاف المواهب.
هذا التشكيل الشاب يمنح العمل مصداقية أكبر في تجسيد عالم الجامعة، إذ ينتمي معظم الممثلين تقريبًا لنفس الفئة العمرية التي يُفترض أن يعيشها أبطال الحكاية، بعيدًا عن أنماط «تجسيد طلاب الجامعة بوجوه ناضجة» التي انتُقدت كثيرًا في الدراما العربية سابقًا.
المسلسل من تأليف محمد صادق وإخراج مريم الباجوري، ويُعرض على شاشة ON بالتوازي مع منصة Watch It، مع نسخة رقمية منتشرة على منصات عرض أخرى، ما يوسع دائرة الوصول خاصة بين طلاب الجامعات الذين يعتمدون أكثر على المشاهدة عبر الإنترنت.
في الكواليس، روجت ياسمينا العبد للحلقة الأولى بصور وفيديوهات قصيرة عبر إنستجرام، دعت فيها جمهورها للاستعداد لانطلاق «ميد تيرم»، وهو ما انعكس في تفاعل ملحوظ وردود فعل مبكرة على أداءها وشخصية «تيا» باعتبارها «وجهًا جديدًا لبطلة دراما جامعية» أقرب لواقع الجيل الحالي.
ردود فعل وانتقادات مبكرة
التعليقات الأولى على الحلقة الافتتاحية أشادت بتناولها السريع لقضايا مثل التنمر، وتحديات اليوم الأول في الجامعة، وأهمية الدعم النفسي بين الزملاء، مع اعتبار أن العمل يطرح هذه الموضوعات في قالب خفيف يحافظ على مسحة كوميدية رغم قسوة المواقف.
في المقابل، ظهرت ملاحظات معارضة مبكرة تتهم المسلسل بتلميع صورة الجامعة الخاصة، وتقديم نسخة مفلترة من الواقع الطبقي والضغوط الاقتصادية التي يعيشها الطلاب، مقابل التركيز على المظهر الخارجي والملابس والـ«ستايل» أكثر من عمق الأزمة التعليمية نفسها.
كذلك أثار محور الأمراض النفسية نقاشًا مبكرًا بين من يرى أن إدخاله في العمل خطوة جريئة وضرورية لفتح حوار حول الاكتئاب والقلق بين الشباب، وبين من يخشى أن يتحول إلى عنصر تجميلي أو ذريعة لدراما مبالغ فيها دون استشارة حقيقية لمتخصصين.
وبين هذا وذاك، تبدو الحلقة الأولى ناجحة في هدف أساسي واحد: دفع الجمهور لمتابعة ما سيحدث لتيا ونعومي وباقي المجموعة، وكيف ستتطور علاقة الطلبة بعالم رقمي قد يحول أسرارهم الجامعية إلى ملفات مكشوفة أمام الجميع في الحلقات القادمة.









