إسرائيل ترفع علمها في سيناء لأول مرة : مشهد يهزّ الرأي العام العربي
في خطوة وُصفت بأنها الأكثر إثارة للجدل منذ اتفاقية كامب ديفيد، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن رفع العلم الإسرائيلي فوق قاعدة قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات في شمال سيناء، خلال مراسم رسمية لإحياء “يوم المحاربين القدامى” — وهي المرة الأولى التي يظهر فيها العلم داخل الأراضي المصرية بهذا الشكل العلني والرسمي.
مشهد استثنائي يربك الحسابات
الصور المتداولة أظهرت العلم الإسرائيلي مرفوعاً إلى جانب أعلام مصر والولايات المتحدة ودول المشاركة الأخرى في القوة، في استثناء بروتوكولي نادر أثار دهشة وصدمة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وسائل الإعلام العبرية وصفت اللحظة بأنها “حدث تاريخي”، بينما اعتبرها مراقبون انتقالاً حساساً في مستوى الظهور الإسرائيلي داخل المنطقة الأكثر حساسية أمنياً في الشرق الأوسط.
لماذا الآن؟
التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن الخطوة جاءت في إطار تعاون رسمي داخل القاعدة الدولية، التي تضم نحو 1,200 عنصر من 13 دولة، وتُشرف على تنفيذ الاتفاقيات العسكرية بين القاهرة وتل أبيب منذ 1981.
لكن التوقيت أثار أسئلة عدة، خصوصاً في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة وتزايد نشاط الجماعات المسلحة في شمال سيناء، وهو ما دفع مصر إلى تعزيز وجودها الأمني بالتنسيق مع القوة الدولية.
احتفال إسرائيلي داخل سيناء
المراسم تضمنت كلمات تكريمية وعروضاً رمزية لإحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في معارك، بعضها وقع في سيناء نفسها قبل عقود، ما منح الاحتفال حساسية مضاعفة في عيون المتابعين.
الخلفية القانونية
وفق لوائح القوات متعددة الجنسيات، يُسمح برفع أعلام الدول المشاركة فقط، لكن تُمنح استثناءات مؤقتة في مناسبات رسمية — وهو ما استندت إليه القوات خلال المناسبة الإسرائيلية الأخيرة.
تفاعل عربي غاضب
انتشرت الصور كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، وتصدّر الحدث تعليقات غاضبة وناقدة، وسط تساؤلات حول دلالة هذه الخطوة وسبب حدوثها لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود على وجود القوة الدولية في سيناء.
خطوة تُفتح عليها ألف علامة استفهام
بين من يراها مجرد إجراء بروتوكولي، ومن يعتبرها رسالة سياسية مقصودة داخل واحدة من أكثر المناطق حساسية، يبقى الحدث واحداً من أكثر التطورات إثارة منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية–الإسرائيلية.
انعكاسات محتملة على المشهد الإقليمي
يرى خبراء أن رفع العلم الإسرائيلي في سيناء لأول مرة قد يفتح نقاشاً أوسع حول دور إسرائيل الرمزي في المنطقة وتأثيره على التوازن الإقليمي. فبينما تعتبر القاهرة الحدث إجراءً بروتوكولياً ضمن الاحتفالات الرسمية للقوة الدولية، قد يراه مراقبون آخرون بمثابة رسالة رمزية عن النفوذ الإسرائيلي في قلب سيناء. ومن المتوقع أن تتباين ردود الفعل العربية والدولية حول هذا المشهد، ما يجعل متابعة التطورات المقبلة في شمال سيناء وداخل القوة متعددة الجنسيات أمراً حاسماً لتقييم انعكاسات الحدث على الاستقرار الإقليمي










