لندن – 9 ديسمبر 2025، تواجه أوروبا تفشيا حادا ومبكرا لموسم الإنفلونزا هذا العام، حيث أعلنت المملكة المتحدة أن بعض مستشفياتها في حالة حرجة، كما أغلقت مدارس بشكل مؤقت، وعادت التوصيات بارتداء الأقنعة الواقية.
ويحذر الخبراء من أن بريطانيا قد تواجه أسوأ موسم إنفلونزا على الإطلاق، وذلك بسبب هيمنة السلالة المتحورة A(H3N2)، المعروفة أيضا باسم “الإنفلونزا الفائقة” (Super Flu)، والتي تسبب أعراضا شديدة وضغطا متزايدا على الأنظمة الصحية.
وقد دعا “بيل” من المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض إلى الحصول على التطعيم فورا، مشيرا إلى أن الموسم ظهر قبل شهر تقريبا من موعده المعتاد.
بريطانيا: حالة حرجة في المستشفيات وعودة لـ “عصر كوفيد”
حذر السير جيم ماكي، الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا، من أن البلاد قد تشهد “ارتفاعا غير مسبوق” في الإصابات، حيث من المتوقع أن ترتفع حالات دخول المستشفيات بعشرة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
في ظل هذا التصعيد، توصي السلطات الصحية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية باستخدام الكمامات في الأماكن العامة والمكاتب لمن يعانون من أعراض مثل السعال أو العطس، وتشجع المواطنين على اتباع العادات المتبعة خلال جائحة كوفيد-19.
وتعاني المستشفيات من ضغط شديد؛ ففي برمنغهام، أعلنت مؤسسة مستشفيات جامعة برمنغهام التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية حالة حرجة في أربعة مستشفيات بسبب العدد “الاستثنائي” لمرضى الإنفلونزا. كما ارتفعت حالات دخول المستشفيات في لندن ثلاثة أضعاف مقارنة بالعام الماضي.
الإغلاق المؤقت للمدارس
يؤثر تفشي المرض بشكل خاص على الأطفال، ما أدى إلى معدلات تغيب عالية في المدارس. ففي مدرسة سانت مارتن في جنوب ويلز، مرض أكثر من 250 طالبا وموظفا، مما اضطر المدرسة إلى الإغلاق مؤقتا. ودعا مديرو المدارس في أيرلندا الشمالية واسكتلندا إلى “العودة إلى عصر كوفيد” في إجراءات الوقاية.
تفشي يمتد إلى أوروبا
في غضون ذلك، يسهم تفشي الإنفلونزا في زيادة الطلب على الكمامات والأدوية في جميع أنحاء أوروبا:
فرنسا: أفادت السلطات الصحية بارتفاع في عدد الحالات بين جميع الفئات العمرية.
إسبانيا: يشهد الصيادلة في مايوركا ارتفاعا في مبيعات الكمامات وأدوية الإنفلونزا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتشير السلطات إلى أن انخفاض معدلات التطعيم يفاقم من المشكلة، وأن ارتداء الكمامة يمكن أن يحمي من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، مثل كوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفسي.











